"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

يترقب نواب "الإعتدال" خلاصة ما ستؤول إليه تحركات زملائهم في "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الإشتراكي "الرئاسية"، ويمهلهم حتى نهاية الأسبوع لإنهاء جولاتهم، مع التمنّي بأن يحققوا خرقاً، مهما كان بسيطاً، في جدار الأزمة الرئاسية، فإذا نجحوا يكون الجميع قد نجح وإذا فشلوا.. فللنجاح مئة أب بينما الفشل .. يبقى يتيم الأب.

القليل من الأمل يبقى معلقاً على اجتماعات الساعات ال48 الساعة الأخيرة، إنما ما من أفق واعد لكل هذا الحراك، لأن الظروف غير ناضجة بعد لهدنةٍ على جبهة غزة، فيما حظوظ الحرب في الجنوب تتراكم بعد التصعيد الأخير، بحسب ما تلمسه مصادر نيابية في "الإعتدال" من مؤشرات سياسية وميدانية نتيجة "إرباك نتنياهو"، إذ حرر 4 أسرى وسقط له 8، ما قد يدفعه للبحث عن التعويض في مكانٍ آخر قد يكون جنوب لبنان، وضربة الموجوع والخائف هي الأكثر أذيةً.

وبالعودة إلى الإنشغال الداخلي بالجولات النيابية، تعترف مصادر "الإعتدال" لـ"ليبانون ديبايت"، بأن رئيس التيار جبران باسيل، لم يقدم شيئاً إضافياً ما زاد الإنطباع باستمرار الأزمة، فيما "الإشتراكي" حتى اللحظة "صمٌ بكمٌ"، بمعنى أنهم "يستعينون بنا بينما نحن من ننتظر مساعدتهم".

ومن المؤكد أن باريس قد طلبت المساعدة من الكتل النيابية القريبة منها، تقول المصادر، غير أنه من غير الواضح أن "نرى طحيناً بعد هذه الجعجعة، ولن يكون أي تطور في بيروت طالما لم تهدأ في غزة".

ماذا بعد هدنة غزة؟ تقول هذه المصادر إنه "علينا أن نخطف الإستحقاق الرئاسي وننتخب رئيس الجمهورية، وإلاّ فإن الشغور سيطول إلى ما بعد الإنتخابات الثلاث المقبلة الإيرانية والإسرائيلية والأميركية، وستدخل الرئاسة في نفق مظلم، لأن ما من جهة خارجية مهتمة أو تملك الوقت للإهتمام بالملف اللبناني".

ومع نهاية الأسبوع وفي ضوء جولتي الإشتراكي والتيار، سترتسم ملامح المرحلة، حيث أن التنسيق مستمر بين "الإعتدال" والكتلتين، وإن كانت مصادر "الإعتدال"، لا تعلّق الكثير من الآمال على المباحثات حتى اللحظة، وتكشف بأن التوافق على شخصية رئاسية، أمر بالغ التعقيد والصعوبة، علماً أن من يتحرك أخيراً، ينطلق من أن حركته وحدها ستكرس دوره على الساحة الداخلية، وذلك على طريقة "أنا أتحرك إذن أنا موجود"!