"ليبانون ديبايت"

يسعى النائب فؤاد مخزومي وراء طموحه السياسي للوصول إلى سدة الرئاسة الثانية التي طالما حلم بالوصول إليها منذ أن وطأت قدماه البرلمان اللبناني، لا بل راوده هذا الحلم منذ أن كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيساً للحكومة وتكرّس في ذهنه بعد استشهاد الأخير وترسّخ أكثر بعد تعليق الرئيس سعد الحريري لعمله السياسي، ليكون رئاسة الحكومة بالنسبة له الهدف الأول الذي يسعى للوصول إليه.

ولا يترك النائب مخزومي أي طريقة تمكّنه من استدراج رضى الدول المعنية بالملف اللبناني لتأييد وصوله إلى مبتغاه، وعندما يتعذّر عليه لقاء شخصيات كبيرة في الخارج ضمن استراتجية عمله هذا ينشط على خط الوفود النيابية حيث ينظم زيارات لوفود نيابية إلى عواصم القرار على نفقته الخاصة ليتمكّن من حجز لقاءات مع المسؤولين هناك تحت ذريعة "وفد نيابي" ويسوّق لنفسه عبرهم كمرشح جدي لرئاسة الحكومة اللبنانية.

ولم تقتصر أساليبه على الإستعانة بالنواب بل قام بتعيين وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط والسفير السابق في لبنان ديفيد هيل مستشاراً في إحدى شركاته، طمعاً بقدرته على التحضير له للقاءات مع المسؤولين الأميركيين والأوروبيين في إطار الحملة التسويقية لرئاسة الحكومة الموعودة.

وبما أن لدولة قطر نشاط بارز في الملف اللبناني لجهة تقديم الحلول للأزمة الرئاسية منفردة أو ضمن الخماسية الدولية، استغل النائب مخزومي هذا النشاط وطار إلى قطر طارحاً نفسه المرشح الأنسب لرئاسة الحكومة، ولكن فاته أن ينسّق مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ممّا أثار حفيظة الأخير الذي أبدى استياء من تصرّف مخزومي، وهو ما قد ينعكس مزيداً من الخيبات على حلم رجل الأعمال والنائب الطموح.