لا توافق أوساط نيابية قريبة من العاصمة الفرنسية، على توصيف زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بأنها لا تختلف عن زياراته السابقة، وذلك في إطار الإنطباع الأولي لدى من التقى به في اليوم الأول للزيارة، بأنه لا يحمل أي إضافة على الحراك الرئاسي لسفراء اللجنة الخماسية الناشطين على الساحة الداخلية.

وتكشف هذه الأوساط، عن أن لودريان يأتي بأمر مهمة خاص من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإعداد تقريرٍ شامل عن خارطة المواقف وحجم الإنسداد السياسي على كل الأصعدة وفي كل المجالات، ولكي ينقل المشهد بكل تفاصيله السياسية والمالية والإقتصادية والأمنية إلى الرئيس الفرنسي، الذي يستعد لطرح الملف اللبناني مع الرئيس جو بايدن في لقائهما في فرنسا خلال أيام.

ورداً على سؤال لـ"ليبانون ديبايت"، حول التقرير الفرنسي، تقول الأوساط نفسها، إن لودريان سيرفع فيه إلى الرئيس ماكرون، كل مستجدات الملف الرئاسي والتصلّب في المواقف، وخصوصاً لجهة رفض أي بحث في أي عنوان داخلي قبل وقف النار في غزة من جهة، ورفض أي حوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية.

ومن الثابت أن الأبواب موصدة أمام أي مسعى للموفد الرئاسي أو لسفراء "الخماسية"، ذلك أن الأوساط النيابية تعترف بأن الطرف القادر على فتح أي من هذه الأبواب، هو الإدارة الأميركية، التي لا تمانع إبقاء الوضع داخلياً كما في الجبهة الجنوبية على حاله، بانتظار بلورة مشهد الحرب في غزة.

في المقابل، فإن وجهة النظر الفرنسية مختلفة، تضيف الأوساط والتي تنقل معلومات عن تخوّف جدي لدى باريس، من أن ينزلق الوضع السياسي كما الأمني في لحظة "انعدام الوزن" داخلياً وتخطي المواجهات في الجنوب حدوداً معينة كما هي الحال اليوم، وبالتالي، فإن ماكرون سيحاول إيصال رسالة إلى بايدن، تتضمّن هذه المخاوف وتهدف إلى انتزاع موقفٍ أميركي داعمٍ لإنجاز الإنتخابات الرئاسية قبل نهاية حرب غزة.