Beirut
23°
|
Homepage
إدارة مدنية لقطاع غزة... الإمارات "تستنكر" تصريحات نتنياهو!
المصدر: الحرة | السبت 11 أيار 2024 - 15:33

اعتبرت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن للفلسطينيين الحقّ في "عضوية كاملة" بالمنظّمة الدوليّة، وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية.

ويعتبر مشروع القرار الذي قدمته الإمارات واعتُمد بغالبية 143 صوتا، ومعارضة 9 دول، وامتناع 25 عن التصويت أن "فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة وفقا للمادة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضوا في الأمم المتحدة"، ويوصي مجلس الأمن بـ"إعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي".

واستنكرت الإمارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليل الجمعة السبت، بشأن دعوتها للمشاركة في إدارة مدنية لقطاع غزة.


واستنكر وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نيهان، في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام" "تصريحات نتنياهو" للمشاركة في إدارة مدنية لقطاع غزة "القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار نتنياهو أنلى أنّه "سيتعين أن تكون هناك حكومة مدنية ما في غزة ربما بمساعدة من الإمارات وغيرها ممن ينشدون الاستقرار".

وأكّد وزير الخارجية الإماراتي في منشور على "أكس" أنّ "دولة الإمارات تشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله باتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض الدولة الانجرار خلف أي مخطط يرمي لتوفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة".

وأضاف "عندما يتم تشكيل حكومة فلسطينية تلبي آمال وطموحات الشعب الفلسطيني الشقيق وتتمتع بالنزاهة والكفاءة والاستقلالية، فإن الدولة ستكون على أتم الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم لتلك الحكومة".

في حديثه لـ "الحرة"، يوضح الخبير السياسي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، أن "المواقف الإماراتية رسالة واضحة وقوية لشخص نتنياهو" و"توجيه الإمارات الحديث إلى نتنياهو بالإسم وهو أمر غير مألوف"،

ويشير إلى أنها "مستاءة من مواقف وتصريحات وسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبالتالي هناك جديد في الموقف الإماراتي"، وفق حديثه لـ"الحرة".

ويشير عبد الله إلى أن الإمارات لديها "موقف جديد بشأن الحرب في قطاع غزة، وهو ما يتطابق مع الجهد الإماراتي السياسي والدبلوماسي في الأمم المتحدة لإعطاء فلسطين العضوية الكاملة بالمؤسسة الأممية."

والمشروع "عربي" لكن الجهود الإماراتية الدبلوماسية "دفعت بالقرار للحصول على الإجماع الأممي"، ما يؤكد الموقف الإماراتي "الثابت والقديم والمتجذّر" من القضية الفلسطينية باعتبارها "قضية الإمارات الأولى وقضية العرب الأولى كذلك"، حسبما يشدد الخبير السياسي الإماراتي.

ويرى أن "الموقف الإماراتي أصبح واضحا بأن نتنياهو وحكومته اليمينية ليسوا الشركاء المناسبين للسلام وقيام دولة فلسطينية"، و"هناك سعي عالمي لإنهاء حكومته".

وفي سياق متصل، يشير المحلل السياسي الإماراتي، علي الشعيبي، إلى أن "القضية الفلسطينية في صدارة اهتمامات النهج الإماراتي في التعامل مع القضايا العربية المصيرية".

و"على الرغم من التقارب بين الإمارات وإسرائيل، لكن أبوظبي تبقى قادرة على تحديد موقفها مما يجري في قطاع غزة على وجه الخصوص وإيصال صوتها إلى المحافل الدولية لإيقاف المجزرة البشرية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويشير المحلل السياسي الإماراتي إلى أن الأحداث الأخيرة تكشف رفض الإمارات لـ" سياسة نتنياهو الانتقامية في غزة".

و"تضع الإمارات حدودا فاصلة بين التعامل مع إسرائيل وبين سياسات نتنياهو "المتطرفة" والتي ستقود حتما لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وإشعال حرب بين القوى العظمى يدفع ثمنها الجميع دون استثناء"، وفق الشعيبي.

ويشدد المحلل السياسي الإماراتي على أن "جهود الإمارات لإرساء قواعد جديدة للتعايش السلمي في المنطقة تصطدم بطموحات نتنياهو لإحراق المنطقة في أتون حرب طاحنة".

الإمارات واحدة من عدة دول عربية تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، والتي حافظت عليها خلال الحرب في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر، على الرغم من أن العلاقات أصبحت متوترة على ما يبدو.

وكثيرا ما انتقدت الإمارات إسرائيل بسبب الحرب وارتفاع عدد القتلى المدنيين، رغم أنها أكدت أن العلاقات الدبلوماسية سمحت لها بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وتواصل "الحرة" مع المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليئور بن دور، لتوضيح الموقف الرسمي الإسرائيلي من البيان الإماراتي وموقف الإمارات في الأمم المتحدة لكنه "رفض التعليق".

وفي حديثه لـ "الحرة"، يشير الخبير الاستراتيجي وضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، آفي ميلاميد، إلى أن "الإمارات والدول العربية تسعى لحل القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات".

"لكن ما حدث مجرد خطوات سياسية دبلوماسية محدودة التأثير، لا تؤثر على المصالح الاستراتيجية بين إسرائيل والإمارات ولا تمثل "تحول جذري" بالسياسية الإماراتية"، حسبما يشير ميلاميد.

ويرى ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، أن "جميع الخطوات الإماراتية هي "دبلوماسية وسياسية" لكنها لا تؤثر على المصالح الاستراتيجية بعيدة المدى."

ومن جانبه يبدي المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، تعجّبه من "المواقف الإماراتية المتعاقبة"، التي يقول إنها "غبر مبررة".

وتصريحات نتنياهو "مجرد اقتراح لكنه لم يفرض ذلك على أحد، ولم يرغم أحد على إدارة الأمور في قطاع غزة، ولذلك فأنا أستغرب من الاستنكار والاستهجان الإماراتي"، وفق حديث نيسان لموقع "الحرة".

ويؤكد أن "الإمارات تطرح من حين إلى آخر مشروعات بالأمم المتحدة تضر بمكانة إسرائيل"، والتعامل الإماراتي مع الجانب الإسرائيلي "مختلف في الآونة الأخيرة".

وقد تكون الإمارات "غير راضية عن تعامل نتنياهو مع كل ما يتعلق بقطاع غزة"، لكن "الأمر غير مبرر" فتغيير الحكومة الإسرائيلية هو "أمر إسرائيلي داخلي والشعب هو من يقرر شخص رئيس الوزراء الجديد حتى تكون هناك انتخابات في إسرائيل"، وفق نيسان.

في 15 أيلول 2020، وُقّع اتفاق لتطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية برعاية أميركية، وأصبحت الإمارات ثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بعد مصر والأردن.

وفتح تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية الباب أمام تعاون الإمارات مع إسرائيل في مجالات التصنيع العسكري وخصوصا تكنولوجيا الأنظمة الذكية، ووقّعت الدولتان اتفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات وفي السياحة والمال وغيرها.

ولذلك، يرى نيسان أن "هناك قاسم مشترك أن تكون هناك علاقات جيدة بين البلدين، ما يصب في صالح الطرفين".

ويتوقع المحلل السياسي الإسرائيلي أن "العلاقات بين إسرائيل والإمارات سوف تستمر وستعود كما كانت في البداية من الناحية السياسية والتجارية والأمنية".

وفي سياق متصل، يؤكد ميلاميد أن "العلاقات بين إسرائيل والإمارات سوف تستمر وتصبح أقوى، لأن هناك تفاهم ومصالح استراتيجية مشتركة".

ويتوقع ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق أن "تستمر العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وتصبح أقوى وتتوسع".

والمسألة "لا تتعلق بحكومة نتنياهو" لكنها مصالح "استراتيجية بعيدة المدى" للتصدي للمشروع التوسعي الإيراني، وكذلك التعاون والتطوير التكنولوجي والاقتصادي والصناعي والزراعي والأمني.

لكن على جانب آخر، لا يرى الشعيبي "أي مستقبل لحكومة نتنياهو".

و"على القادم من الحكومات الإسرائيلية إعادة الحسابات فيما يتعلق بالداخل الفلسطيني، وكذلك التعامل مع المحيط العربي الذي ازداد وعيا بالقضية وتقلبات وانحياز الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية"، وفق المحلل السياسي الإماراتي.

ومن جانبه، يشير عبد الله إلى زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى أبوظبي قبل أسبوع، ويرى فيها "موقفا إماراتيا جديدا" تجاه حكومة نتنياهو.

وفي 2 أيّار، زار لابيد الإمارات، والتقي وزير الخارجية الإماراتي، لبحث آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، ولاسيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

واستقبال لابيد في أبوظبي بمثابة "رسالة إماراتية واضحة بأن الإمارات تفضل وجود حكومة جديدة ومعتدلة في إسرائيل لتحقيق السلام وقيام دولة فلسطينية"، وفق الخبير السياسي الإماراتي.

واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بـ"القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27تشرين الأول، أسفرت عن مقتل حوالي 35 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 78 ألفا بجروح، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سلاح الجو في مأزق"... ضابط إسرائيلي بارز يعترف! 9 دولة عربية تبدأ عملية إجلاء مواطنيها من لبنان عبر الطائرات! 5 استعراضٌ ورفع علم... "فيديو" الجيش الإسرائيلي في أسواق ميس الجبل يثير الجدل! 1
"الشبح الأميركية" تبعث برسالةٍ "واضحة" إلى طهران! 10 إنتهاء الحرب مرتبط بأمرين أساسيين 6 أطلقوا النار عليه أثناء نومه... قلق ينتاب أهالي بلدة شمالية! 2
"قنبلة هيروشيما"... صرخة إستغاثة لبنانية في مواجهة الحرب! 11 بالفيديو: لحظة إنتشال جثمان السنوار من تحت الأنقاض 7 عادوا إلى الضاحية وغادروها 3
بعد اغتيال السنوار... مرشح محتمل لتولي قيادة حماس 12 أول تعليق من حماس بعد أنباء عن مقتل السنوار 8 صور مثيرة للجدل: غالانت يربط بين السنوار ونصرالله 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر