"ليبانون ديبايت"

بات ملف النزوح السوري أولوية عند الأطراف اللبنانية لا سيّما المسيحية منها، وبات المشهد يعبّر عن حلبة صراع بين الأطراف المسيحية للمزايدة بهذا الموضوع من باب استقطاب الشارع الذي ينوء تحت أعباء هذا النزوح.

وفيما ألغت القوات اللبنانية تحرّكها الشعبي اليوم تتّجه الأنظار إلى تحرّك التيار الوطني الحر بعد الظهر بالتزامن مع الطاولة المستديرة في بكركي لمعالجة هذا الملف.

وفي هذا الإطار, يؤكد الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم بيرم في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن الأنظار اليوم متّجهة إلى ملف النازحين، حيث تمكن، برأيه، رئيس مجلس النواب نبيه بري من إستيعاب الهجمة على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والذي كان وضعه ضعيفا، حيث كانت الهجمة عليه قوية، على خلفية تفسير مضمون الهبة الأوروبية وهجرة الشباب اللبنانيين مما مكّن خصومه الذين هم في الأساس ينقمون عليه سواء كانوا من التيار العوني أو القوات والمسيحيين عموما من إصطياده، إلا أن بري وفّر له الغطاء من خلال الدعوة إلى جلسة نيابية عامة في 15 الحالي، وحتى الحزب عبر عن دعمه من خلال تصريحات وزيره مصطفى بيرم الذي اعتبر أن هذه القضية كبيرة والجميع مسؤول عنها".

ويتطرّق بيرم إلى الطاولة المستديرة في بكركي اليوم، لافتا إلى أن "الهجمة اليوم هي ثلاثية (بكركي-القوات-والتيار الوطني، وحتى الكتائب) أي هناك هجوم مسيحي متعاظم بإستثناء المردة وحتى النواب المسيحيين المستقلين لحقوا بالمعارضين"، ويعتبر بأن "القوات اليوم تحاول أن تبعد عنها شبهة قديمة، فهي عند وصول النازحين كان لها موقف مغاير، وهي اليوم تحاول سد هذه الثغرة وبأنهم هم من يقودوا المواجهة مع السوريين، فالجميع يتذكّر عندما نفى نواب القوات وجود إرهابيين في عرسال".

ويصف ما تقوم به القوات اليوم بأنه "صيد 3 عصافير بحجر واحد"، هجوم على ميقاتي وفريقه على إعتبار أنه وجه الصحارة لدى الثنائي من جهة، وفي الوقت عينه يحملون راية قضية من أجل قيادة الشارع المسيحي أيضا محاولة لسد ثغرة في تاريخهم".