Beirut
24°
|
Homepage
هل يطير إتفاق الترسيم البحري؟
المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 10 كانون الثاني 2024 - 7:28

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

بحسب المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين، فإن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة (ولبنان) عاموس هوكشتين، سيزور بيروت خلال الأيام المقبلة (يُرجّح بين يومي الخميس والجمعة)، وعلى رأس جدول أعماله "تسويق أفكار" على صلة بالوضع عند الجبهة الجنوبية، من بينها ما يُصطلح تسميته بـ"صِيَغ حل" لمسائل عالقة كنقطة الـB1 عند رأس الناقورة، والنقاط الـ13 "المتحفّظ عليها"، والتي سبق أن جرى التفاوض حولها مع العدو بشكلٍ غير مباشر من خلال "اللجنة العسكرية الثلاثية" في الناقورة عام 2017، وأخيراً خلال العام الماضي.

من المرجّح أن هوكشتين، بحث "مشاريع الصِيَغ" خلال زيارته تل أبيب مطلع الأسبوع الجاري، نال أجوبة حولها وقد اتفق معهم حول الآلية المبدئية، وهو في صورة ـ كما العدو- من أن تصريف أي نتائج حول خططه، لا يأتي بمعزل عن وقف إطلاق نار يطلبه "حزب الله" في غزة كشرطٍ أساسي لهدوء الجبهة الجنوبية، ومن بعدها تبدأ المناقشات الجدية.
عملياً، ينطلق هوكشتين من تفاوضه الحالي مع الجانب اللبناني، من تكوين أجواء إيجابية ربطاً برغبة التعاون التي أبداها مسؤولون لبنانيون، وهو يقوم بتعزيز حضوره على هذا الجانب من خلال قناة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي بات يشكّل حلقة الوصل مع المسؤول الأميركي في هذا الملف، وينقل الرسائل من خلاله إلى الداخل ويناقشها مع المسؤولين، وهو لأجل ذلك إلتقى بهوكشتين أكثر من مرة في الخارج، مرتين على الأقل، في دبي وروما.


وعلى أهمية ما يطرحه هوكشتين، فإن التصرفات الإسرائيلية الأخيرة في الجنوب، ومن بينها توسيع رقعة الغارات والإعتداءات الإسرائيلية وتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قادة مقاومين، مثيرة للريبة من حيث التوقيت. صحيح أننا في وضع حربي معين، وأن تل أبيب تبحث عن أهدافٍ من أجل ترميم منظومة الردع وإظهار أنها غير مردوعة، لكنها في الوقت ذاته، تزيد من الضغوطات السلبية على وضعية المفاوضات الجارية التي يقودها الأميركيون، وتقوم بمغامرات عند حافة الهاوية. وقد تفسّر التصرفات الإسرائيلية على أنها تستهدف في جانب معين الدور الأميركي التفاوضي، أو أنها تحاول إظهار نفسها غير متجانسة مع الأفكار التفاوضية الأميركية، وتحاول في كثير من الأحيان ممارسة ضغوطات "في الميدان" من أجل تعديلها.

على أي حال، فإن الأساس يبقى في ما سيطرحه هوكشتين في بيروت. بحسب المعطيات، ومن بينها ما نشرته الزميلة "الأخبار" أمس، فإن الوسيط الأميركي سيحصر مناقشاته في نقطة الـB1 ومن ضمنها نفق الناقورة، والنقاط المتحفّظ عليها على طول الحدود، وصولاً إلى خراج بلدة الماري (أو الجزء الشمالي من الغجر). وسيستثني من وساطته مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين، ربطاً بوضعيتهما الملتبسة بالنسبة إلى الأميركيين، ولأنها وفق منظورهم "أراضٍ سورية"، أو بمفهوم آخر، أراضٍ محتلة في الجولان ضمّتها إسرائيل بقرار أصدره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبالتالي هي خارج النقاشات. من جهة ثانية ينظر بعض المتفائلين حيال المفاوضات لإبقاء "المزارع" خارج النقاشات الحالية، مفيداً سواء للمقاومة أو للجانب اللبناني على أي حال.

لكن، وعلى أهمية ما تقدم، ثمة سؤال ينبغي طرحه ويرتبط بمستقبل اتفاقية الترسيم البحري المبرمة برعاية أميركية مع العدو الإسرائيلي بشكل غير مباشر عام 2022، التي نصّت على نيل لبنان الخطّ 23 "مخطوفاً"! بحيث أُبقيت حينها منطقة تقدّر مساحتها بـ 5 كلم تقريباً (أي حيث ينشر العدو طفافاته) من دون ترسيم بسبب الخلافات حول نقطة الـB1 ، وقد قام المفاوضون حينذاك برسم خط انطلاق للخطّ 23 من المياه خلافاً للمعايير الدولية المعتمدة، وقد ترك مصير هذه المنطقة بما فيها الطفافات العائمة إلى وقتٍ لاحق. السؤال: هل ستبقى إتفاقية الترسيم وفق صيغتها الحالية بمعزل عن أي تعديل، فيما لو نجح لبنان باستعادة السيادة على نقطة الـb1 ؟

السؤال ينطلق من شدّة تأثير هذه النقطة البرية على وضعية الترسيم ككل، حيث أن القانون الدولي المتّبع في وضعيات ترسيم مشابهة، يُعدّ النقطة البرية إنطلاقاً أساسياً لترسيم الخط البحري. هذا يقودنا إلى احتمالية في حال استعادة نقطة الـb1 ، من شأنها تغيير كامل الخط 23 المرسّم حالياً، وتفتح للحكومة اللبنانية مجالاً لطلب إعادة الترسيم. وفيما لو حصل نعود إلى نظرية الخطّ 29 أو أي خط يتجاوز الخط 23 المرسّم حالياً، يعبّر أكثر عن الحقّ اللبناني، وله أن ينهي الوضعية الملتبسة المتروكة عند خطّ الطفافات.

في حال حصل، فله أن يشكّل خطراً حقيقياً على مستقبل استكشافات الطاقة لدى العدو، الذي لزّم أخيراً حقولاً تقع تماماً بمحاذاة الخطّ 23 ومقابلة للرقع اللبنانية. فهل يقبل العدو منح لبنان هذه الجائزة؟
تجدر العودة هنا إلى زمن الترسيم، وإلى مدى وجود "ملحقات سرّية" للتفاهم البحري الأساسي، قد تكون تضمّنت إقراراً لبنانياً بعدم العودة إلى بحث كل ما له صلة بملف الترسيم البحري، بما في ذلك إعادة النظر فيه بمعزل عن توفر أي متغيرات مستقبلية قد تطرأ على وضعية النقاط، بمعنى أن لا يذهب لبنان صوب طلب إجراء أية تغييرات. هنا بيت قصيد المبادرة الأميركية الحالية التي لم تكن لتتوفر فيما لو وجدت إشارة ولو طفيفة لإمكان إحداث تغييرٍ ما في الترسيم البحري.

في الواقع، وهو لأمر سيئ، أن نتائج الإستكشافات الغازية التي تحققت في البلوك 9 تحديداً في "حقل قانا"، لم تعد تخدم نظرية توسعة الخطّ لدى غالبية المرجعيات السياسية، كون المطلب ارتبط سابقاً بدعوى الحصول على الحقل كاملاً، إنما قد يكون مطلب التوسعة ذو فائدة إن أردنا ضمان أن لا يؤثر العدو سلباً على وضعية الإستكشافات في البلوكين المجاورين 8 و 10.

إلى اليوم، وعلى الرغم من كل ما يجري في الجنوب، لم يختلّ اتفاق الترسيم، لكن من يضمن أن يبقى الأمر على هذا النحو مستقبلاً، في ظل المتغيّرات المحتملة وفي ظل رسالة دقيقة كانت وجّهتها المقاومة، منذ أسابيع، إلى "حقل كاريش"؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منخفض جوّي في طريقه إلى لبنان... ماذا عن طقس الـ Weekend؟! 9 أمر بمثابة النهاية للعدو... احذروا "أبو لمبة"! 5 "تنبيه طارئ"... رسائل نصية إلى الإسرائيليين! 1
إثر تفجير أجهزتها في لبنان... أول تعليق من "آيكوم" اليابانية 10 تحليل: التفجيرات الإسرائيلية تستهدف "الانهيار الإدراكي" 6 إليكم "النقطة الرئيسية" التي بدأت منها عمليات تفجير أجهزة الاتصالات 2
مفاجآت إسرائيلية قادمة... الحزب يختار الموت بدلًا من الإنسحاب: "عليي وعلى أعدائي"! 11 شركة وهمية إسرائيلية وراء انفجارات لبنان! 7 ترقّب لكلمة نصر الله اليوم... وهذه أبرز ملامحها! 3
صفقة "النافعة" 12 فضيحة عن كبار قادة الحزب.. صحافي شيعي يفجر معلومات صاعقة من داخل بيئة المقاومة: هُزمنا والسيد ينتحر! 8 باسيل يحرتق 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر