"ليبانون ديبايت"

لا تزال السيناريوهات المتداولة حول الأثمان الإقتصادية التي سيدفعها لبنان واللبنانيون نتيجة أي انخراط في الحرب وتكرار تجربة عدوان 2006 وهو السيناريو الأكثر تداولاً في الآونة الأخيرة، عاجزة عن تحديد الصورة الحقيقية التي ستظهر في اليوم التالي لأي ضربة إسرائيلية قد تستهدف أي منطقة خارج مناطق "قواعد الإشتباك" التي تتسع مساحتها على امتداد شريط الحدود مع إسرائيل.

وما يستوقف أستاذ الإقتصاد الدكتور جاسم عجاقة في السيناريوهات التي يهدد بها العدو الإسرائيلي، هو "سيناريو غزة" بمعنى قصف البنى التحتية من مؤسسة الكهرباء ومحطات المياه والجسور والمرافىء والمطار وغيرها من مرافق تمهيداً للوصول إلى الأرض المحروقة. ويشير الدكتور عجاقة لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أن لبنان "المنهار" منذ العام 2019، سيكون أمام انهيارٍ خطير بفعل أي حرب تهدد بها إسرائيل يومياً اللبنانيين، بحيث تصل كلفة الخسائر في البنى التحتية فقط إلى عتبة ال25 مليار دولاراً ، وذلك من دون احتساب الخسائر في القطاعات الإقتصادية كافةً علماً أن القطاع السياحي قد كان الضحية الأولى لواقع عدم الإستقرار الأمني.

وعلى الرغم من أن الدكتور عجاقة، يتحدث عن أضعاف هذه الكلفة، فهو يحذر من الخطر الذي قد يظهر على المستوى الإجتماعي لجهة استهداف العدو الإسرائيلي خطوط إمداد الغذاء والفيول.

وبالتالي، فإن الدكتور عجاقة لا يهمل الإشارة إلى أن ما ينتظر لبنان من ارتدادات مالية واقتصادية وإنسانية واجتماعية، قد تفوق قدرة اللبنانيين على التحمل، إذ على مستوى الليرة، فإن الإستقرار النقدي اليوم "هشّ "، وأي تطور دراماتيكي أمني، سيعيد مجدداً الضغوط على الليرة، ويؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار.

وعن ارتفاع الأسعار الذي بدأ المواطنون يلحظونه على مستوى السلع الغذائية والمواد الأساسية، يوضح الدكتور عجاقة، أن بعض التجار والذين عمدوا منذ بدء الأزمة في العام 2019 باحتكار المواد الأساسية، قد عادوا إلى رفع الأسعار بذريعة ارتفاع الكلفة وخصوصاً كلفة التأمين على بواخر الشحن إلى لبنان.

وفي هذا المجال، فإن الرقابة هي أكثر من ضرورية وفق الدكتور عجاقة، الذي يشدد على أهمية عدم السماح بأي احتكارات أو رفع للأسعار بشكلٍ عشوائي، وذلك انطلاقاً من تأثير أي موجة غلاء على قدرة كل اللبنانيين على الصمود ولو بالحد الأدنى في زمن الحرب