"ليبانون ديبايت"

ليس سهلاً تخمين ما قد تحمله التطورات على الساحة الجنوبية في ضوء ما سجلته الساعات الماضية من تحوّل نوعي في العمليات العسكرية، ما حمل دلالات واضحة على أن تسارع الأحداث، يشي بمشهدٍ جديد ومعادلات عسكرية خارج قواعد الإشتباك المعروفة، مع العلم أن ما من طرفٍ داخلي يمتلك القدرة على تقديم صورة واضحة عما ستكون عليه الصورة غداً.

وعلى هذا المستوى، فإن حظوظ الحرب على جبهة الجنوب توازي حظوظ عدمها، وفق ما يؤكد الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، ل"ليبانون ديبايت"، إذ يكشف أن لبنان ما زال في منطقة وسطى ما بين الحرب والتهدئة، والسبب يكمن في أنه ليس واضحاً بعد ما هي الإستراتيجية التي يعتمدها "حزب الله"، والتي قد تكون استراتجية قائمة على مناورات فقط، و قد تكون استراتيجية قائمة على ما هو أبعد من مناوشات في مرحلة مقبلة.

ولذلك، يرى حمادة أنه حتى اللحظة، لا تزال الحرب مضبوطةً، وهناك ضبط لقواعد الأشتباك بين الطرفين، موضحاً أن ما من ضمانات على استمرار هذا الواقع، خصوصاً إذا أطلقت إسرائيل عمليتها البرية، لأنه عند ذلك، يمكن أن تتبدل الأمور.

وبالنسبة للجهود الديبلوماسية الناشطة وبكثافة في هذه المرحلة، يشير المحلل حمادة، إلى أن الديبلوماسية، وحتى الآن، لم تأخذ مكانها جيداً، بمعنى أن منسوب الحرب، لا يزال أعلى من منسوب الديبلوماسية، وبالتالي فإن الديبلوماسية لم تتحرك بعد كما يجب، وهي تقتصر حالياً على فك أسر الرهائن الأسرائيليين لدى حركة "حماس"، و ربما إجراء مبادلات بين الطرفين "حماس" وأسرائيل، حيث أنه وفي حالة أخرى، يمكن القول إن إخراج الرهينتين الأميركيتين لدى "حماس"، هو بداية ربما لمسلسل عملية الإفراج عن رهائن أجانب و ليس إسرائيليين، أي أن يكون ذلك يقتصر على من يحملون جنسيةً أجنبية واحدة، و ليس جنسيةً مزدوجة إسرائيلية وأجنبية.

وانطلاقاً ممّا تقدم، يخلص حمادة، إلى أن لبنان قد بات فعلاً أمام مشهدٍ ضبابي لسببٍ واحد و بسيط، لأنه ليس واضحاً المسار أو استراتيجية محور الممانعة ، أو خطة إسرائيل، فيما يبدو أنها لم تعتمد خطاً بيانياً واضحاً، إلاّ أن الثابت، هو أن كل الأخطار ممكنة، حيث يخلص حمادة إلى "أننا فعلاً فعلاً، على مسافة قريبة جداً جداً من نار الحرب".