"ليبانون ديبايت"- فادي عيد

ما حصل في مستوطنات غزة لم يكن مشهداً بسيطاً، فقد دخل مقاتلو حركة "حماس" واحتجزوا المقيمين فيها، واقتادوا بعضهم إلى قطاع غزة، فيما بقي الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن الردّ الفوري، إلى أن أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دخول إسرائيل في حرب على حركة "حماس"، وإن كانت حربه المعلنة على قطاع غزة تتجاوز حدود القطاع إلى المنطقة بأكملها، فإن ما تبع عملية "حماس" التي أربكت الجيش الإسرائيلي وكبّدته خسائر جسيمة، لم يجد نتنياهو أي وسيلة للردّ عليها سوى البدء بتدمير قطاع غزة وإلى إطلاق شرارات الحرب في أكثر من اتجاه.

لكن تطاير هذه الشرارات باتجاه لبنان والساحة الجنوبية القريبة دونه شرط واضح أعلن عنه "حزب الله"، وهو أن التحرّك لن يأتي إلا في حال قرّرت إسرائيل تنفيذ عملية برّية في القطاع، حيث أنه ردّ على الرسالة الفرنسية بأنه غير معني بفتح الجبهة الجنوبية، ولكنه سيردّ في حال قرّرت إسرائيل مهاجمة لبنان كونه على جهوزية تامة.

في المقابل، فإن القصف الإسرائيلي المركّز على قطاع غزة، لا يشي بوجود قرار حتى الساعة من نتنياهو بشنّ أي هجوم بري، بل هو، وبحسب ما أوضح مصدر فلسطيني مسؤول ل"ليبانون ديبايت"، من الواضح أن قرار الإجتياح أو العمليات البرّية الإسرائيلية في قطاع غزة، لن يتّخذه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي، وأن التركيز يحصل فقط على القصف العنيف من الجو، وذلك في سياق التحضير لتنفيذ خطة إضعاف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أولاً، ثم التوجّه نحو تنفيذ اجتياح جزئي وتدريجي ثانياً.

في المقابل، فإن حركة "حماس" مستعدة من أجل أي عملية برّية في حال بدأت بها إسرائيل، وهي على جهوزية تامة ولديها الخطط والكمائن المعدّة سلفاً من أجل مفاجأة إسرائيل، كما فاجأتها في عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي، وبالتالي، فإن كل المفاجآت متوقعة عندما تبدأ العملية البرّية، وكما تدرّبت حركة "حماس" لعملية "طوفان الأقصى"، فهي مستعدة لمواجهة سيناريوهات الحرب البرّية في حال قرّرت إسرائيل تنفيذ أي تحرّك برّي باتجاه قطاع غزة، وهو ما كان قد تحدّث عنه أحد قياديي الحركة، عندما أشار إلى أن الحركة ما زالت تحتفظ بأوراق قوة، ولن تكشف عنها أو تستخدمها بعد. وبالتالي، فإن معركة "حماس" هي في الداخل مع إسرائيل لأنها تدافع عن حقها وأرضها.