"ليبانون ديبايت"

تتجه الأنظار اليوم إلى الجبل وتحديداً إلى الزيارة السنوية للبطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الجبل للإحتفال بذكرى المصالحة التي أرساها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير في آب من العام 2001، والتي تأتي هذا العام في مناسبة عيد السيدة العذراء وتلبيةً لدعوة من شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى وزعيم المختارة وليد جنبلاط، وتحت عنوان "ثمار المصالحة وآفاق المستقبل". وقد تكون الرسالة الأهمّ من هذه الزيارة، والتي لم تُعلن، هي كسر حدة الإصطفافات وفتح باب الحوار ميدانياً والتخفيف من حال الإنقسام السياسي على الساحة الداخلية والسعي لكي تبقى منطقة الجبل خارج أي صراعات سياسية تشهدها أكثر من منطقة في الآونة الأخيرة.

ووفق مدير المركز الكاثوليكي للإعلام ومنسّق جولة البطريرك الراعي في الشوف المونسنيور عبدو أبو كسم، فإن جولة البطريرك الراعي، والتي تتزامن مع الأجواء القاتمة السائدة حالياً على الصعيد السياسي، ستؤدي إلى إشاعة الأجواء الإيجابية على كل المستويات، رغم أن هذه الزيارة تحمل طابعاً ثقافياً ووطنياً جامعاً.

ويؤكد المونسنيور أبو كسم لـ "ليبانون ديبايت"، أن جولة البطريرك الراعي في الجبل، تفتح الآفاق باتجاه توحيد الجهود في المرحلة الراهنة من أجل "تثمير المصالحة التي أُنجزت قبل 22 عاماً، وتثبيت أهل الجبل وخصوصاً الشباب في أرضهم، والعمل على الحد من هجرتهم، وذلك من خلال تعاون كل أركان الجبل المسيحيين والمسلمين وليس فقط المسيحيين والدروز، وذلك في ضوء مشاركة كل الفاعليات الروحية في الجبل".

ومن هنا، يتحدث المونسنيور أبو كسم عن حشد الجهود لتعزيز مناخات المصالحة بين كل اللبنانيين، لأن وحدة الجبل هي وحدة لكل لبنان، ومن خلال الأجواء التي سترخيها هذه الجولة البطريركية، سواء عبر اللقاء في المكتبة الوطنية أو في المختارة.

وإذ ينفي أن تكون لهذه الزيارة أية أبعاد سياسية بشكلٍ مباشر، يعتبر المونسنيور أبو كسم، أنها ستشكل بارقة أمل على أكثر من مستوى، وأن تتبدل الأجواء العامة ويسود مناخ مريح في البلد وتتمّ الإنتخابات الرئاسية، خصوصاً وأن "الجبل هو قلب لبنان، وعندما يرتاح الجبل فإن لبنان كله يرتاح"، كما أعلن البطريرك صفير في يوم المصالحة التاريخية في الجبل.