Beirut
21°
|
Homepage
تغيرات سعودية "جذرية" تجاه الشيعة... إنقلاب فرنسي في بيروت
المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 04 أيلول 2023 - 7:21

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري

مستغربةٌ لا بل مستهجنة، التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وانتقدَ خلالها "تدخلات إيران التي تتسبّب بعدم استقرار لجيرانها في المنطقة ومن بينها لبنان"، سيّما وأنها أتت مخالفة للأجواء التي يعمل الفرنسيون على ترويجها في بيروت.

أول نتيجة لهذه التصريحات، أنها حرفت الأنظار عن المبادرة الحوارية التي تقودها باريس. ثاني النتائج أن أطرافاً أساسية داخلية، "علّقت" تعاطيها مع المبادرة الفرنسية بعدما فسّرت كلام ماكرون على أنه "تمهيد لانسحاب" من وساطته الرئاسية. لكنها فضّلت عدم اتخاذ أي موقف "سلبي" حالياً بانتظار مجيء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والإطلاع على ما لديه. وللحقيقة، ثمة من ينظر إلى رسالة لودريان التي تضمّنت سؤالين ولاقت رفضاً من جانب كتل كبيرة، على أنها استباق لتصريحات ماكرون، وخطوة مدروسة لعلم باريس بوجود مجموعات لا بأس بها تعارض موقفها سلفاً.


ثالث القضايا ما يشار إليه حول ما تبلّغته جهات داخلية من معطيات عن احتمال سماعها "مواقف مختلفة" من لودريان "تحمل على تغييرات واسعة في مقاربة الأزمة الرئاسية اللبنانية"، فأخذت تستعد لها. ولم تستبعد مصادر أن تكون هذه الأجواء مبنيّة على معلومات باتت في متناول هذا الفريق. من بين التغييرات المحتملة "مواقف" تبدأ من تخلّي باريس عن دعم مرشحين بالإسم، والمقصود هنا ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وصولاً إلى إجراء تغييرات شاملة على طريقة التعاطي الفرنسي مع الأزمة. ولا شك أن تلك القوى، تحاول إعادة دوزنة "خياراتها الرئاسية" بشكل يتلاءم مع ما هو متوقع، فيما أخرى فضّلت الذهاب "في الوقت الضائع" لإعادة تجديد الإستثمار بالأسماء المحروقة وأولها جهاد أزعور.

لا شك أن بعض الأوساط تتحدث عن معلومات باتت بنشعي في صورتها وتشير إلى "تغيير كبير" في مزاج فرنسا السياسي تجاه لبنان. يعني ذلك أقلّه، خروجها عن طرح دعم وصول فرنجية إلى الرئاسة. ما زاد بعض المجموعات ومنها "الثنائي الشيعي" قناعةً بقرب حصول هذا التخلّي، ليس مواقف ماكرون الأخيرة فقط، إنما الحركة القطرية، السياسية والأمنية في لبنان، والتي أخذت تتوسع أخيراً وتبحث عن نوافذ لطرح مجموعة أسماء جديدة، ما فهم أنه تمهيد لدور قطري يخلف الدور الفرنسي. ولا تخفي المصادر، أن القطريين يستعدون لمفاتحة الثنائي الشيعي رسمياً بخيارات رئاسية "بديلة"، وسط اعتقاد أن الحركة القطرية، الأخيرة والمستقبلية، لم تأتِ معزولة عن التنسيق مع الخماسي الدولي المعني في الشأن اللبناني.
علاوةً على ذلك، كان "الثنائي الشيعي" قد أصبح، أقلّه، في صورة أن باريس تُنشد تغييرات جذرية في مبادرتها بعدما وصلت إلى طريق مسدود طيلة عام كامل. جاء ذلك خلال الزيارة الأولى لـ"لودريان" حيث فهم الذين التقوا به أثناءها، أنه أتى بهدف البحث عن مقاربة أخرى "مختلفة ومنفصلة". لكن الثنائي فضّل عدم التعاطي بسلبية والإبقاء على نفس مستوى مواقفه مع التشديد على خيار فرنجية، وانتظار ما سيأتي من تطورات على صعيد الموقف الفرنسي للبناء عليها.

بعيداً عن ذلك، تبدو الإشارات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت، لا سيّما قوله "إن إيران والسعودية لا تريدان التدخل بالإستحقاق الرئاسي" مفيدة بما فيه الكفاية لفهم أن الملف اللبناني "بُحث أو جرى التطرّق إليه في المحادثات بين البلدين" خلال زيارة عبد اللهيان إلى الرياض واللقاء الذي أجراه مع ولي العهد الأمير محمد بن سليمان".

ويُعتقد على نطاقٍ واسع، أن الجانبين الإيراني والسعودي، تفاهما على أن يترك كلاهما في المرحلة الراهنة أي تدخل مباشر في المسألة اللبنانية الرئاسية أو أنهما يفضلان عدم التدخل حالياً في انتظار ما سيأتي من نتائج على صعيد المتدخّلين الآخرين، ومن ثم البناء لاحقاً على ما سيترتّب من أجواء.

ما زاد هذه الأجواء يقيناً، ما يُنقل عن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري "بالتواتر" من أن بلاده لا تبحث عن "رئيس مواجهة" إنما رئيس يمتاز بقدرات حقيقة على إنقاذ لبنان من أزمته. والإشارة الأبرز التي يمكن التقاطها أخيراً، مسارعة السفير، ومعه بلاده، إلى تعبيد الأجواء أمام انفتاح واسع على "البيئة الشيعية" ليس على المستوى السياسي أو الثقافي فقط، إنما في مسائل اتسمت بطابع الإشكالية التاريخية بين الطرفين، وأولى الإشارات التي يمكن التقاطها، إعتبار سفيرها في بيروت أن بلاده لا تبحث عن رئيس "لا يحمل صفة إجماع كافة المكونات عليه، أو يستفز مكون على حساب آخر".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"لإعلان النصر"... "معاريف": إسرائيل قد تقصف مبنى مجلس النواب اللبناني 9 غضب وئام وهاب ينفجر على الهواء: طز بأكبر واحد فيكن... زلزال سياسي سيضرب لبنان والمنطقة! 5 بشرى إلى المودعين... مفاجأة نهاية الشهر! 1
تفجير حي بالكامل... العملية البرية الاسرائيلية تتسارع في الخيام 10 مخابرات الجيش تضع حدًا للشائعات: توقيف مروّج التحذير في البسطة 6 مسدس بدلًا من الطفل يسوع في المغارة... بلبلة وغضب في فاريا 2
تعليقاً على استهداف تل أبيب... مسؤول إسرائيلي: بيروت ستهتز اليوم! 11 بعد فقدانه في الإمارات... العثور على جثة "الحاخام" تسفي كوغان 7 جريمة تهزّ مدينة شمالية... ابن الـ26 عامًا ضُرب حتى الموت 3
"بيان إسرائيلي" بعد العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان 12 بعد ضرب موقع للجيش اللبناني في الجنوب... اعتذارٌ من الجيش الإسرائيلي! 8 "بدلاً من إسرائيل"... باسيل لـ "الثنائي": هل تضعون شرطكم على اللبنانيين؟ 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر