"ليبانون ديبايت"

إذا كان الإنطباع الذي خرج به الموفد الخاص الأميركي آموس هوكستين، بعد زيارته السياحية والسياسية، "ممتاز وبنّاء"، فإن الديناميةً التي أطلقها، لن تقتصر على هذه الزيارة فقط وسوف تتبعها زيارات مقبلة ولكن من دون أن يكون المسار الذي سوف تسلكه منعزلاً عن ملفي الطاقة والحدود البرية والإتفاق مع صندوق النقد الدولي.

لكن السؤال الأبرز الذي تطرحه الجولة "الإستكشافية" للزائر الأميركي، يتناول ما كان قد تردد بعد إنجاز الترسيم البحري، لجهة انسحاب الإتفاق على الحدود البرية، في سياق ما تسرّب في ذلك الوقت عن ملحقٍ في اتفاقية الترسيم لم يتمّ التثبت منه بل تمّت الإشارة إليه من قبل بعض الأطراف السياسية الداخلية وبقي من دون أي تعليق.

ووفق الكاتب والمحلل السياسي طوني عيسى، فإن هوكستين، الذي أمضى 48 ساعة استغلها في النقاش السياسي والسياحة، قد حمل أجندة واضحة، وهي بدء مسار الترسيم البري بعد الإنجاز الذي حققه في الترسيم البحري.

لكن الوصول إلى مرحلة وضع قطار المفاوضات على السكة، سيبدأ، كما يوضح المحلل عيسى ل"ليبانون ديبايت"، من خلال السعي من قبل الإدارة الأميركية، إلى زيادة الضغط على "حزب الله" وعلى إيران تالياً ، وذلك في إطار لعبة شد الحبال الجارية حالياً بين الطرفين، والتي توصل على الأرجح إلى تفاهمات وليس إلى تصادمات.

إلاّ أن ما تقدّم، لا يعني أن طبخة ترسيم الحدود البرية تبدو ناضجة أو أن إنجازها هو عملية سريعة، حيث يلاحظ المحلل عيسى، أن المسألة على الأرجح، تتعلق بزيادة مستوى الضغوط من الجانب الاميركي، وبشكلٍ غير مباشر من الجانب الإسرائيلي، وذلك من بوابة الملف النفطي.

وفي هذا المجال، يلفت عيسى، إلى أن عملية الضغط الجارية اليوم، تتزامن مع انطلاق عملية التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9، وبالتالي فإن ترجمة هذا الأمر في السياسة، تكون من خلال رسالة نقلها هوكستين إلى بيروت، بمعنى أن الأميركيين والإسرائيليين يريدون القول للبنانيين: "إذا اردتم فعلاً الحصول على موارد الغاز، فعليكم أن تذهبوا إلى ما هو أوسع وأبعد من ترسيم الحدود البحرية".

وثمة من يقول هنا، يُضيف عيسى، إن هناك ربما شروطاً لم تكن معلنة أو تفاهمات غير معلنة، عندما تمّ توقيع ترسيم الحدود مع إسرائيل، وتقضي بدخول لبنان في أجواء ترسيم الحدود البرية".

ويوضح عيسى أن هذه المعلومات قد ترددت قبل عشرة أشهر، ولكن ليس هناك تأكيد من أي جانب واليوم عندما يطرح هذا الموضوع، يعود السؤال: هل هناك ترابط بين الترسيم البحري والترسيم البري؟