ليبانون ديبايت

في موازاة التوصيف الأميركي ل"قادة" لبنان بأنهم يفتقرون للإحساس بضرورة الإسراع في إخراج البلاد من أزمتها، برزت إشارة واضحة من الخارجية الأميركية، تتكهن فيها بقدرة اتفاق بكين بين الرياض وطهران، على تهدئة الساحة اللبنانية، ما حمل دلالاتٍ على القادم من الأيام، والذي لن يكون معزولاً عن النقاش الإقليمي والذي يسير باتجاه معاكس للرياح الأميركية في المنطقة وهو ما ظهر جلياً في المواجهات الأخيرة الأميركية الإيرانية الأخيرة في سوريا.

ولن يكون سهلاً على لبنان في هذه الظروف أن يغرّد منفرداً عن هذه الرياح التي تهبّ على الجوار السوري بشكلٍ خاص، بنتيجة قراءة ديبلوماسية عربية، للمعادلة التي ترتسم ولو ببطء، في العلاقات السعودية – الإيرانية- السورية، حيث تركز مصادر ديبلوماسية مطلعة على أن هذه الأطراف الثلاثة، قادرة على تسوية أزمة لبنان السياسية والمالية والإقتصادية خلال ساعات معدودة.

إلاً أن هذه المصادر لا تخفي وفي معرض ردها على سؤالٍ ل"ليبانون ديبايت"، أنه وحتى هذه اللحظة، أي نهاية شهر آذار، لم يُبحث بالملف اللبناني الرئاسي، لا من قبل الجانب الإيراني ولا الجانب السعودي، مشيرةً إلى أن النقاش يتركز حول ملفي اليمن وسوريا، خصوصاً وأن الملف السوري سالك حالياً.

وبالتالي، فإن هذا المعطى، لا يعني أن النقاش لن يحصل قريباً، إذ تحذر المصادر عينها من "انعطافاتٍ خاطئة"، لأطراف لبنانية، معتبرةً أن استمرار الخطاب التصعيدي وخصوصاً ضد "حزب الله"، قد يرتدّ بشكلٍ سلبي عليها وذلك في ضوء التزام الحزب بمناخ التهدئة الإقليمي.

ومن هنا، فإن التوافقات الإقليمية، ستصل عاجلاً أن آجلاً إلى مرحلة ترتيب الساحة اللبنانية، المتروكة دولياً، بقصد إنهاك بعض القوى السياسية، لدفعها إلى الإقتناع كي تقتنع بالحل لاحقاً.

وأمّا بالنسبة للدور السوري أو انعكاس الملف السوري على الداخل اللبناني، تؤكد المصادر الديبلوماسية، على أن هذا الدور حتمي بفعل العلاقة التاريخية بين البلدين، وانطلاقاً من الترابط بين الساحتين، حيث أن انتظام الواقع اللبناني يتلازم مع انتظام الواقع السوري، وبالتالي، فإن أي توتر في سوريا سيؤدي إلى توتر في لبنان.

وعن التسوية الرئاسية، تكشف هذه المصادر أنها قد تأتي في أي لحظة غير متوقعة، لأن ركيزتها الأساسية هي الإقليم وليس الخارج البعيد بل الخارج القريب، مؤكدةً أن الأطراف المؤثرة في لبنان اليوم هي، إيران وسوريا والسعودية، وهي قادرة على فرض الحل خلال ساعات.