Beirut
21°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
جعجع وباسيل لإسقاط فرنجية
محمد المدني
|
الاثنين
13
شباط
2023
-
0:58
"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
ليس لأحدٍ من الكتل النيابية، الحقّ في تحديد هوية رئيس الجمهورية بقدر حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". ليس فقط لأن الرئاسة "مسيحية - مارونية"، بل لأن الميثاقية التي يحتاجها الرئيس الجديد، لا تؤمّن إلاّ بإحدى الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين، إمّا كتلة جبران باسيل وإمّا كتلة سمير جعجع.
يقول مرجعٌ سياسي كبير، إن "القوات" و"الوطني الحر"، لديهما الدور الأكبر في تحديد هوية الرئيس، وهذا واقع لا مفرّ منه. ومن الصعب جداً على أي طرفٍ لبناني آخر، حتى لو كان "حزب الله"، ولو كان يتمتع بفائض من القوة وبالقدرة على اجتذاب أصواتٍ من خارج بيئته التقليدية، إن لم يكن من المستحيل، تجاوز أكبر حزبين مسيحيين داخل البرلمان دفعةً واحدة.
لا يمكن انتخاب رئيس الجمهورية وفرضه على هاتين القوتين معاً. يحتاج الحزب وفريقه من أجل إيصال رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، أن يستميل أحد الطرفين على الأقل. وبالتالي، طالما هناك فيتو من جعجع وباسيل على إسم فرنجية، فإن الأخير لن يكون رئيساً للجمهورية.
وإذا حصل لأي سببٍ من الأسباب أن تمكّن الحزب من جمع الأصوات اللازمة لانتخاب فرنجية في الدورة الثانية بأكثرية 65 نائباً، فإن فرنجية سوف يصل إلى قصر بعبدا مجرداً من الغطاء المسيحي، لا بل سيُحاصر مسيحياً وسيسقط عهده في الأشهر الثلاثة الأولى مهما حصل ومهما دعمه "حزب الله".
لبنان بلدٌ طائفي صغير، "حزب الله" هو أقوى الأطراف، لكن التركيبة والتقسيمة الطائفية والتوازن الطائفي والعصبيات الطائفية لا تزال أقوى، وحتى أن فائض القوة لدى الحزب، غير كافٍ لإزالة لغمٍ بهذا الحجم. إضافة إلى ذلك، فرنجية ليست لديه القوة السياسية ولا الغطاء المسيحي الطائفي داخل الطائفة المارونية والمكوّن المسيحي، وزعامته هي زعامة من الفئة الثانية وليست من الفئة الأولى لكي يُقال بأنه يستطيع أن يفرض نفسه.
هنا يجب التذكير بتجربة الرئيس السابق ميشال عون الذي وصل الى رئاسة الجمهورية بأغلبيةٍ ساحقة وبتسوية واسعة انضمّ اليها المسيحيون والمسلمون معاً، وكانت متعددة الأطراف شملت السنّة والشيعة والمسيحيين والدروز، وقيل أنها من أهمّ التسويات، ومع ذلك انهار عهد ميشال عون في الأشهر الستة الأولى، لأنه ارتكب خطيئةً سياسية كبيرة وهي أنه سلّم مقاليد السلطة الفعلية في قصر بعبدا للحزب، واعتبر منذ تلك اللحظة بأن "حزب الله" هو الذي وصل إلى الرئاسة وليس ميشال عون، مع ما استتبع ذلك من أخطاء على صعيد السياسة مع العرب والسياسة الخارجية، وبالتالي حتى مع تسوية مريحة، إنهار عهد ميشال عون ابتداءً من صيف 2017، وأكمل خمس سنوات ونصف وهو في حالة انحدار دائم وصولاً إلى خروجه من القصر عام 2022 وهو بهذه الحالة الصعبة.
خلاصة الأمر، لا مجال لوصول سليمان فرنجية إلى سدّة الرئاسة في ظلّ معارضة كلٍ من "القوات" و"التيار"، وإذا أراد "حزب الله" التمسّك بفرنجية إلى أجلٍ غير مسمى، فعلى جعجع وباسيل إجراء حوار يشمل فقط الإستحقاق الرئاسي، وذلك كي يتمّ التوافق على إسمٍ محدد غير فرنجية، حين يصبح الحزب مجبراً على الإنتقال لـ"الخطة ب"، وإلاّ فإن الشغور سيطول ويطول.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا