"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

لقاء باريس وما أدراك؟ هذا اللقاء الموعود الذي يبحث اليوم شؤون لبنان الرئاسية بحضور خمس دول كبرى باستثناء لبنان، هذا الأخير الذي بات مفقوداً بين الدول ومعزولاً بين الأمم، سيغيب عن اجتماع دولي يُعقد لأجله!

تحضر فرنسا وأميركا والسعودية وقطر ومصر اليوم في باريس للبحث في ملفات لبنانية، على رأسها الإستحقاق الرئاسي. من المتوقّع أن لا يساهم هذا الإجتماع في تحريك المياه الراكدة، أو في تبديل الأحوال هنا في بلاد الأرز بين ليلة وضحاها، بل على الأغلب سيبقى كل شيء على حاله، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، سيستكمل البحث عن أصوات يقطفها، وقائد الجيش العماد جوزف عون سيبقى منتظراً حظه الرئاسي على مفرق التسويات والإتفاقات الدولية.

إجتماع باريس، بحسب مصادر حكومية، هو ضروري من حيث الشكل والمضمون، أهميته تكمن في إعادة لبنان إلى أولويات الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، وإن كان هذا اللقاء لن يأتي بحلٍ سحري لأزمات لبنان، إلاّ أنه يعطي مؤشراً بأن لبنان لم يفقد موقعه واهتمام الخارج به.

وتؤكد المصادر الحكومية، أن القوى السياسية في لبنان، وفي طليعتها "حزب الله"، لا تعوّل على اجتماع باريس. حتى الحزب أبلغ حلفاءه أن موقفه من ترشيح سليمان فرنجية، لن يتغيّر وأنه متمسّك به، وسيعمل على تأمين 65 صوتاً له من دون أي خطأ في الحسابات.

وتكشف المصادر، أن المملكة العربية السعودية وافقت على المشاركة بالإجتماع بضغطٍ فرنسي، وإلاّ فالمملكة أعلنت عبر ممثليها في عدة مناسبات أنها غير معنية بملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، وهي ستنتظر حتى انتخاب الرئيس لتبني على الشيء مقتضاه. وتلفت إلى أن مشاركة مصر في هذا الإجتماع، لم يأتِ من فراغ وليس من باب الدعاية الإعلامية فقط، بل من المحتمل أن يكون لجمهورية مصر العربية، دوراً بارزاً في لبنان خلال الفترة القادمة، دون الكشف عن تفاصيل هذا الدور وإذا كان في السياسة فقط.

وتؤكد المصادر الحكومية، أن هناك ترقباً محلياً للبيان الذي سيصدر عن اجتماع باريس، وذلك بعد تردّد معلومات عن أن أخطر ما في لقاء باريس، هو إحتمال تضمين البيان الذي سيصدر عن الإجتماع مواصفات رئاسية تحدّدها الدول الحاضرة، والتي قد تعيق وصول أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية.