Beirut
23°
|
Homepage
أسبوعان... وسيناريو "كارثي" محتم في المستشفيات!
الاربعاء 18 آب 2021 - 17:15

أصدرت نقابة المستشفيات في لبنان بياناً جاء فيه: "بالرغم من جميع التحذيرات التي اطلقتها نقابة المستشفيات والتي حذرت من اننا سنصل الى يوم لن يكون بإمكان المستشفيات الاستمرار في العمل او بإمكان المريض الحصول على العناية الطبية الملائمة، وبالرغم من كل الجهود المتواصلة التي يبذلها وزير الصحة حمد حسن، لقد وصلنا اليوم الى ساعة الحقيقة وسط انهيار كامل للدولة ووسط تخبط مخيف للمسؤولين الذين يحاولون المعالجة في جو هو اقرب الى حوار الطرشان بين بعضهم البعض ووسط تبادل الاتهامات بالفشل بين مسؤول وآخر. اليوم وصلنا الى نهاية المطاف ولم يعد مكان للمناورة وكسب الوقت وتجميل الامور, المستشفيات تخسر يوماً بعد يوم من قدراتها والمواطن يصعب عليه يوماً بعد يوم الحصول على علاجه".

وأضاف البيان, "لا كهرباء ولا مازوت لتشغيل مولدات المستشفيات ولا بنزين للاطباء والموظفين للوصول الى اماكن عملهم. عدد من الاقسام والطوابق اقفلت ومكيفات الهواء في غرف المرضى توقفت. بدلاً من الاهتمام بالمرضى يمضي مسؤولو المستشفيات وقتهم بالبحث اليومي عن المحروقات، بالرغم من الوعود بتخصيص هذه المواد من خزانات الدولة، والتي وإن وصلت فبكميات قليلة وبعد تدخلات ووساطات، عدا عن الإضطرار الى دفع ثمنها بأسعار السوق السوداء أحياناً. وما هو مؤلم هو ان ملايين الليترات المخزنة لبيعها في السوق السوداء قد تم العثور عليها مؤخراً في حين ان المستشفيات تكاد تتوقف عن العمل بسبب فقدان هذه المادة. إنه العار بعينه."

وتابع, "إختفاء الادوية من جهة، والارتفاع الجنوني في ثمن المستلزمات الطبية اثبت كم هي خاطئة آلية الدعم التي اتبعت والتي نبهنا منذ بداية تطبيقها انها لن تؤدي الى نتيجة سوى الاثراء غير المشروع للمحتكرين وللمتواطئين معهم. والنتيجة التي وصلنا اليها هي عدم وجود المواد الصيدلانية والطبية وإن وجدت فبأسعار توازي عدة اضعاف السعر الرسمي الذي كان من المفترض ان يبقى على حاله مع الدعم. لقد ابتكرالتجار حججاً متعددة تبرر زيادتهم للاسعار ووصل البعض منهم الى الطلب من المستشفيات تسديد ثمن السلع نقداً قبل التسليم وبسعر الدولار في السوق السوداء. لسنا في موقع يسمح لنا بمعرفة ما اذا كان هذا من حقهم ام لا، ولكن اين الهيئات الرقابية من هذا الامر ومن يضبط عملية التسعير والبيع، في وقت ليس للمستشفيات الا ان تخضع للشروط المفروضة عليها كي تتمكن من الحصول على ما يلزمها او أن تصبح خارج الخدمة،وهل هذا مقبول في ظل ملايين الدولارات التي تصرف على الدعم؟"


واستكمل البيان, إن "أجور العاملين في المستشفيات اصبحت لا تكفيهم كي يحضروا الى عملهم والعودة الى بيوتهم، وفي المقابل فإن التعرفات الاستشفائية بقيت على حالها على اساس دولار يساوي 1500 ل.ل. لذا اضطرت المستشفيات الى تحميل المرضى جزءاً من الكلفة الاضافية في وقت يعاني المواطن من اعباء حياتية لا يمكنه تحملها، فهل يمكن تكليفه بأعباء إضافية أخرى؟ الم يكن من الاجدى ان تعطى اموال الدعم للجهات الضامنة حتى تتمكن من رفع تعرفاتها مما يوفر على المرضى الفروقات التي يتحملونها وبالتالي تكون اموال الدعم قد وصلت الى الناس بدلاً من ان تصل الى جيوب المحتكرين والمتواطئين معهم؟ أليس من الأحرى توجيه جزء من الدعم لتعديل أجور الموظفين وأتعاب الاطباء الذين يغادرون البلاد بالآلاف هرباً من العوز وبحثاً عن لقمة العيش في بلاد تحترم قدراتهم وجداراتهم؟ هذه الهجرة سوف تقطع ظهر القطاع الطبي في لبنان لسنوات عديدة وسوف يكون من الصعب جداً تعويض هذه الخسارة!! وهل ان الطب في لبنان كما عرفناه منذ ما قبل سنة 2019 قد ولى الى غير رجعة ونحن نقف عاجزين عن فعل اي شيء؟؟؟.

وأردف, "إن عدداً كبيراً من المستشفيات لن يتمكن بعد الآن من تقديم العديد من الخدمات الدقيقة والضرورية كتأمين العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، والمضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من الصدمة الانتانية choc septique)) أو الأدوية الضرورية لعلاج مرضى غسل الكلي أو البنج الضروري للعمليات! هذه مجرد امثلة وهناك الكثير غيرها، ناهيك عن النقص في العديد من المستلزمات الطبية الضرورية للفحوصات والاعمال الطبية والتداخلية وسواها. كذلك نحن امام موجة جديدة من الكورونا التي اذا ما اشتدت لن تتمكن المستشفيات من استيعابها لما اصابها من وهن في الاشهر الماضية".

وأوضح, "قد فقدت المستشفيات 90 % من قيمة مستحقاتها غير المسددة لدى الجهات الضامنة والتي تعود الى سنة 2019 وما قبل بسبب تدهور سعر صرف الليرة. اما حساباتها المصرفية حالياً فقد تم وضع اليد عليها من قبل المصارف في اوقح واكبر عملية سطو في التاريخ. ان بعض المصارف، يرفض تسديد اجور الموظفين والاطباء من حسابات المستشفيات الدائنة وتحرمهم لقمة عيشهم بطريقة وقحة مما يزيد من معاناتهم ويدفعهم الى الهجرة. كذلك فإن المصارف ترفض صرف الشيكات التي تصدرها المستشفيات للمستوردين مما يجعل عملية شراء مختلف السلع شبه مستحيلة لان معظم مستحقات المستشفيات يتم تحويلها اما مباشرة الى المصارف بواسطة حوالات من جهات رسمية او بموجب شيكات من شركات التأمين الخاصة".

وتابع, "بناءً على ما تقدم، ان نقابة المستشفيات تدعو الى تفعيل دور المجلس الاعلى للصحة برئاسة وزير الصحة حمد حسن على ان يجتمع على الاقل مرتين في الاسبوع لدراسة السبل الآيلة الى ضبط الامور والحد من الإنهيار المتسارع, أما إذا استمرت الامور على هذا المنحى الانحداري فنحن امام سيناريو كارثي محتم سوف نصل اليه في اقل من اسبوعين وسوف نشهد فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها وتوقف قسري لعدد من المستشفيات. أما تلك التي قد تستمر في تقديم الخدمات فسيكون ذلك بإمكانيات محدودة جداً وهي حكماً لا تؤمن سلامة المريض وفق الحد الأدنى من المعايير المعقولة".

وختم: "ان المسؤولية المعنوية والجزائية عن صحة المواطنين وتوفير العناية الطبية والأدوية اللازمة للمحافظة على سلامتهم تقع حصراً على عاتق القيمين على شؤون البلد ومؤسساته ونظامه الإقتصادي والمالي الذي فشل فكانت المستشفيات والمرضى على السواء من ضحاياه".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
إشكال مسلّح يوتّر الأجواء بين بلدتين... والجيش يتدخّل! 9 قيادي بحزب الله يُعلّق على إختطاف "القبطان" في البترون 5 أمر هام لن يخسره "حزب الله" 1
معلومات أمنية مهمّة وتهديدٌ أهلي خطير... فارس سعيد يكشف عن تحوّل سيطرأ على الحزب: خلص انتهى! 10 خبير إسرائيلي يكشف اسرار الوحدة البحرية لحزب الله ودوافع اعتقال أمهز 6 بعد الحديث عن اعتقاله... وئام وهاب: أنا بخير! 2
بين التشهير والعدالة... عُلّقا على "عامود" في وسط البلدة! 11 كليب يكشف عن "الملحق السري" لأي إتفاق محتمل بين لبنان وإسرائيل 7 بعد ربط طفل على شجرة في بعقلين وتوقيف والده... جريمة قديمة "مروعة" تتكشّف! 3
بسبب "خبز العباس"... تساؤلات وردود حول جذور أفيخاي أدرعي! 12 خبير بريطاني يحذر: حماس وحزب الله يضعفان – لكن تهديدًا أخطر يقترب 8 تفاصيل جديدة حول "إنزال البترون"... اليكم ما أُبلغت به الحكومة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر