"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
لا يبدو المشهد السياسي اللبناني في أحلى حالاته، فالصورة ضبابيّة لدرجة ان الرؤية لما ستحمله الأيّام المقبلة على الصعيد الحكومي، تبدو شبه معدومة خصوصاً في ظل المواقف المُتصلّبة التي تتمركز خلفها العديد من الجهات السياسية والحزبية. والأنكى من هذا وذاك، غياب المصلحة الوطنية عن المسودات المعروضة على طاولات البحث والنقاش خلف الستار، وحلول مصلحة الطوائف والزعماء مكانها.
لكل فريق لبناني وجهة نظر أو مصلحة، يتمترس خلفها بهدف تحسين شروطه، وما الأسقف العالية التي يرفعها البعض في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها البلاد، إلا جزء من اللعبة التي ملّ منها المواطن والتي أضحت بمثابة عرف لا بد من عودة أهل السياسة اليه عند كل استحقاق حكومي، أو غير حكومي. والمُضحك المٌبكي في ما يحصل اليوم، أن التعطيل الحاصل على صعيد التأليف، تحوّل إلى مادة دسمة للبعض، يُمكن الانتقال من خلاله لاحقاً إلى مرتبة التحالف الإنتخابي بين الأفرقاء المتخاصمين، إمّا في سبيل تحقيق قانون جديد أو منعه، بهدف الحفاظ على المكتسبات الحالية.
يُمكن القول، أن من بين الأفرقاء الذين يخوضون غمار اللعبة السياسي في عملية تأليف الحكومية سواء في التعطيل او التسهيل، يبدو "الثنائي الشيعي" هو الاكثر حنكة وإدراكاً لما ستكون عليه خاتمة التأليف. من هنا تكشف مصادر "عين التينة" لـ"ليبانون ديبايت" أن منسوب التفاؤل مُرتفع جداً بالنسبة إلى يوم الخميس المُقبل حيث هناك احتمال كبير بأن تتم الاستشارات النيابية المُلزمة بالشكل المطلوب خصوصاً وأن وضع البلد لا يحتمل مناكفات ولا أي تأجيل أخر، لا "من أجل عيون فلان ولا علّان".
وتؤكد المصادر عينها أن قرار "الثنائي الشيعي" لجهة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، هو قرار ثابت ولا تراجع عنه. أمّا لجهة فرضية أو احتمال وضع عراقيل جديدة بهدف تأجيل الاستشارات كما حصل المرة السابقة، توضح المصادر بأن العراقيل موجودة في كل يوم وقد تكون هناك نوايا لدى البعض بالسعي لهذا الأمر، لكن السؤال الأبرز: هل يحتمل وضع البلد مثل هكذا عراقيل، ولمصلحة من ستكون. لذلك فإن ما جرى الاسبوع الماضي لم يعد جائزاً ولا مقبولاً، وأيضاً لم يعد مقبولاً أن يكون لبنان محكوماً من هذا الطرف أو ذاك الفريق.
أمّا على ضفّة "بيت الوسط" فتشير المصادر إلى انه لا جديد حتّى الساعة، وما كانت عليه الأحوال الاسبوع الماضي، فهي حالها اليوم، لكن وسط تشكيك حول ما يُروّج له من عملية تأجيل جديدة خصوصاً وأن لا مبرّرات على الإطلاق لأي عمليّة تأجيل، لا سابقاً ولا الخميس المُقبل.
وعن تمسّك "الثنائي الشيعي" بتسمية الحريري، تؤكد المصادر عينها أن المشكلة ليست مع "الثنائي" والرئيس نبيه بري، أبدى مرونة وإيجابية في الكثير من المحطّات، وهو لا يزال من أبرز الداعين لإجراء الإستشارات وعدم تأجيلها، ولو ليوم واحد.
مصادر مُحايدة، أكدت أن الاستشارات ستحصل الخميس المقبل وأن التأجيل مرّة ثانية لن يكون في مصلحة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي لا يُمكنه تحمّل تبعات إنعكاسات التأجيل على الوضع العام في البلاد.
لذلك، فالاستشارات بحسب المصادر المُحايدة، سينتج عنها تكليف الحريري بأصوات شيعية خالصة، بالإضافة إلى أصوات كتلة "المردة" و"الطاشناق"، وجزء من النوّاب المسيحيين المستقلين. أمّا بالنسبة إلى رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، فإن الأمور قد سُويّت بينه وبين الحريري بعد اتصال الأخير بينهما، والذي وصف بالإيجابي.
اخترنا لكم



