المحلية

الأحد 13 أيلول 2020 - 04:00

عن رصاص "حماس" و"الهدنة" مع اسرائيل

عن رصاص "حماس" و"الهدنة" مع اسرائيل

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

ممّا لا شك فيه، بأن حالة واسعة من الإنتقاد كانت رافقت زيارة رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" اسماعيل هنيّة إلى لبنان، خصوصاً لجهة التهديد والوعيد الذي أطلقه ضد اسرائيل من بلد يُفترض أن ينأى بنفسه في هذه الظروف عن كل الصراعات الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى مشهد السلاح المُستفز بالنسبة للعديد من اللبنانيين والذي ظهر داخل مُخيّم عين الحلوة وسط اطلاق نار كثيف في الهواء، ترحيباً بالزائر الفلسطيني القادم من غزّة.

بغض النظر حول وجهات النظر اللبنانية المتعلّقة بطبيعة طبيعة زيارة هنيّة إلى لبنان وأهميّتها في الوقت عينه بالنسبة إلى البعض، خصوصاً أنها أتت بعد أيّام على توقيع تهدئة بين "حماس" واسرائيل وأقل من اسبوع على مغادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، يُمكن القول ان رسائل كثيرة حملتها زيارة ابو العبد (هنيّة) لعلّ أبرزها، تأكيد "حماس" على المضي ضمن خطّ "المقاومة" مع ما تحمله هذه الكلمة من نقاش واسع بين الداخل والخارج، بالإضافة إلى توحيد الخندق مع "حزب الله" في مواجهة إسرائيل، والأبرز، اطلاع بعض السياسيين والأحزاب على صورة الهدنة، والمعاناة التي تعيشها غزّة والتطورات في فلسطين بشكل عام.

في الإنتقاد اللبناني، عبّرت العديد من القوى السياسية في لبنان، عن رفضها المُطلق لتصريحات هنيّة التي تأتي في وقت يشتد فيه الخلاف بين اللبنانيين مُصطلح النأي بالبلد عن كل ما يحصل من حوله، وعدم زجّه في صراعات إقليمية أو دوليّة، حتّى أن البعض عاد بالذاكرة إلى زمن "فتح لاند" يوم كان سلاح حركة فتح برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات، يتحكّم بتفاصيل الحياة في لبنان، بسلمه وحربه.

لكن المفاجأة الكُبرى في هذه المواقف، ما جاء على لسان الوزير السابق وئام وهّاب الذي وصف فيه هنيّة بـ"الضيف الثقيل"، والغير "مُرحّب به"، مستذكراً العلاقة بين سوريا و"حماس" في بداية الثورة السوريّة، واضعاً الأخيرة في خانة التآمر وفي الخط نفسه مع الاخوان المُسلمين، والرئيس التركي رجب طيّب أردوغان.

قيادي بارز في "حماس" يوضح عبر "ليبانون ديبايت" أن "أهم أسباب زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الى لبنان هو وضع المسؤولين اللبنانيين في صورة مختلف تطورات القضية الفلسطينية وموقف حركة حماس وحشد تأييد شعبي وحزبي لبناني لمواقف الحركة". أمّا بالنسبة إلى إطلاق النيران في الهواء احتفالاً بهنيّة، فاعتبر أن "ما حصل هو تعبير فردي من البعض لا يجب وضعه في خانة استباحة لبنان الذي نحترمه ونحترم أهله الذين يدعموننا ويدعمون قضيتنا العادلة، وخصوصاً فيما يتعلق بحق العودة إلى فلسطين".

ويُشير القيادي إلى أنه "في الفترة الأخيرة رأينا كيف ازدادت الضغوط التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، بدءاً من اعلان صفقة القرن الى موضوع مخطط ضمّ الضفة الغربية، وصولاً إلى موجة التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي. هذه الامور كانت محل بحث مع الفصائل الفلسطينية التي اجتمع بها هنيّة، وأيضاً مع القوى اللبنانية الرسمية والحزبية بكل تنوعها من دون استثناء. مع خصوصية في العلاقة مع المقاومة لأننا في الأساس نحن مشروع مقاومة".

وعن التهدئة مع اسرائيل يقول القيادي: "هي ليست تهدئة بل هدنة لها أسبابها المتعلقة بالحصار المفروض على غزّة منذ العام 2005 وهدفنا التخفيف منه من أجل السماح بإدخال المواد الغذائية والوقود والكهرباء وعدم التحكم بها. والسماح بالصيد البحري وبتصدير المواد الزراعية والصناعية وبإدخال المساعدات الخارجية. لكن عندما نرى أن الاحتلال الاسرائيلي قد تمادى مجدداً، فسنرد وسوف نُصعد من حربنا ضده. وهناك غرفة عمليات مشتركة من كل القوى الفلسطينية من دون استثناء أبدت ارتياحها وموافقتها لموضوع التهدئة".

وعن اللقاء الذي جمع هنيّة بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أوضح أنه "تمحور حول مجموعة نقاط أبرزها: الهدنة وجهوزية الحركة لأي خرق او اعتداء والتأكيد على أننا جزء أساسي من عملية المقاومة في المنطقة حتى تحرير أرضنا، بالإضافة إلى موضوع التطبيع العربي مع اسرائيل وانعكاسه السلبي على دور المقاومة وسعيه الى محاصرتها".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة