المحلية

الاثنين 17 آب 2020 - 03:00

ظريف والزيارة البيروتية الفاشلة...

ظريف والزيارة البيروتية الفاشلة...

"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري

ما أشبه اليوم بالامس. في 8 آذار وقف من ساحة رياض الصلح "مستلاً" اصبعه "شاماً" رائحة مؤامرة. وها هو من جديد يطل عبر الشاشة هذه المرة، بعد 16 سنة ليشتم المؤامرة نفسها من جديد، على طريقة "بدري ابو كلبشة"، في خطاب لا يختلف ما بين سطوره كثيراً عما سبقه، والذي يبدو ان خشبية ثلاثيته عممت على كل المواقف. هكذا بلغة الوعيد والتهديد اللطيف اوصل امين عام حزب الله السيد نصرالله رسالته للاميركيين والعالم، بعدما وجد نفسه "مجبر لا بطل" على التضحية "بحسان"، ورقته السياسية الحكومية الاخيرة.

طبيعي ان احدا لم يُفاجئ بالنبرة والمضمون. فالمحور شرب "حليب سباع مزغول" مع زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للبنان، الذي تجنّدت كل الدولة لمواكبته وضمان امنه وسلامته، في مقر اقامته وحتى على الطرق التي سلكها موكبه، في اجراءات خاصة لم ترافق اي من الضيوف، حتى الاميركي. فكما عادته برمج ظريف زيارته الى بيروت، وفقا لتوقيت عقارب ساعة المسؤولين الدوليين والعرب، ليلتقي قيادة الحزب وبعض الحلفاء في مواقع المسؤولية، مستعيضاً بذلك عن جولة في الاحياء المنكوبة او ساحة الكارثة، بعدما ايقن بالملموس انه من غير المرغوب بهم، فكيف لا والشعب رفض الوكيل فما بك بالاصيل؟

قد يكون ذلك ترك أثرا في خطاب السيد، الذي "شبق شمال يمين" في اطلالة جديدة غير موفقة له، مستعيناً بالتعبير الدارج هذه الأيام، والذي بدأ مع "شمشوم السراي"، التي اسقط المؤامرة الكونية بعد انجاز الـ 97٪ من رحلة الانقاذ، قبل ان يحس بفضل الحليف الاخضر الذي احرجه فأخرجه ليصفرّ لونه بعدا عصر البلد لمئتي يوم، مجرعا اللبنانيين زوم الزيتون، ليستعين "الاستيذ" بدوره بالمؤامرة نفسها لكمّ افواه ممثلي الشعب، قبل ان تحط رحالها في حارة حريك.

وهنا لا بد من طرح سلسلة اسئلة على السيد، الذي حسمها بأن لا حياديين في هذا البلد، فإما معنا وإما ضدنا، وهو محق في ذلك مع وصول الامور الى ما وصلت اليه وبات على كل واحد ان يحسم موقفه وموقعه. ولكن اذا كان للشعب ان يكون له سقف بعد كل ما حصل، فهل لنا ان نعرف سقفكم؟ هل هو تهديدنا كل ما دق الكوز بالجرة بالفتنة؟ هل هو احترامكم لمؤسسات الدولة التي تعمدون الى خرقها ونخرها باسوا نماذج الموظفين، مشاركين ومتضامنين مغطين الفساد والفاسدين، كما حصل في المرفأ؟ هل هو فرضكم لخياراتكم على الشعب اللبناني بفائض قوة لن يساوي شيئا عندما تستحق الحقيقة؟ من سلمكم مفاتيح لبنان للتحكم بالبلاد والعباد؟

في كل الاحوال يبدو انكم تضيعون البوصلة ولم تتعظوا مما مر في تاريخ هذا البلد وما لحق بالمارونية السياسية، وبعدها السنية السياسية، وقيادتكم اليوم للشيعة نحو الانتحار تحت عناوين الغيرة على الدين والولي الفقيه. لذلك كان الرد الاحترازي والاستباقي لبطريرك الجمهورية الثالثة، الذي احتفظ بحق الكنيسة برفض كل ما هو ضد لبنان ولغير مصلحته، مؤكدا على ان ما كان يجوز سابقاً ما عاد جائزا اليوم وبعده، فمقابل مشروعكم بالحاق لبنان بمحور الشر، مشروع الحياد والبناء للانسان والحجر.

بالامس قال "الصهر" الكلام المفيد متنبئاً بمستقبل العلاقة مع الحزب ليلاقيه في مكان ما كلام السفير السعودي من بيت الوسط حول العدالة الالهية. فالقرار الذي اجل النطق به الى الغد قد يكون الزلزال رقم 2 بعد كارثة المرفأ. وان غد لناظره ساعات ما لم يستجد جديدا.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة