Beirut
11°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
لهذه الأسباب سيردّ حزب الله
علي الحسيني
|
الجمعة
24
تموز
2020
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
في الرابع والعشرين من آب الماضي خرقت مسيّرتَين إسرائيليتَين أجواء عاصمة قرار "حزب الله" (الضاحية الجنوبية) قبل أن تسقط إحداها وتنفجر الأخرى. هذا الخرق الذي تزامن مع استهداف إسرائيلي لمركز تابع لـ"حزب الله" في دمشق، استدعى يومها إطلالة للسيد حسن نصرالله معلناً خلالها أن ما حدث أمر خطير ولن يمر مرور الكرام، متوعّداً بالردّ على أي استهداف لعناصر الحزب في سوريا إنطلاقاً من لبنان وليس في مزارع شبعا.
في إطار هذا التهديد العلني الذي أطلقه نصرالله منذ عام تقريباً، يدخل الإستهداف الإسرائيلي لنقطة عسكرية منذ يومين في سوريا والذي أدّى إلى سقوط أحد عناصره، مما يؤكد أن الرد على هذا الإستهداف سيكون حتمّي على أن يبقى تحديد الزمان والمكان المناسبين، رهناً بالظروف والمعطيات الميدانية. والأكيد بحسب مصادر مقربة من "الحزب" أن نصرالله وهو القائد الأعلى في المقاومة، قد أصدر أوامره في الليلة نفسها التي سقط فيها العنصر، بالرد على الإعتداء في اللحظة المناسبة.
اليوم توجد عشرات الملفّات على طاولة "حزب الله"، بعض هذه الملفات شائك وصعب ويحتاج إلى تأن ودراسة للتعامل معه مثل العقوبات الأميركية وقانون قيصر وإنعكاس الكباش الأميركي ـ الإيراني عليه، والبعض الآخر يحتاج إلى متابعات وتفاوض مثل الملفات الداخلية، لكن في كلا الحالتين فإن من عادة "الحزب" أن يتعامل مع جميع هذه الملفات على حدا ولذلك ثمّة فصل كُلّي بين كل ما يجري من حوله، وبين الميدان المخصص للقرارات العسكرية. من هنا تسقط مقولة أن "حزب الله" لن يرد نظراً للضغوطات التي تُحيط به، أو أن الرد في هذا التوقيت سيُكلفه أثمان باهظة منها مزيد من العقوبات والحصار.
في الشقّ الثاني، لا يوجد خيار أمام "حزب الله" هذه المرّة إلا الرد على سقوط أحد عناصره لأسباب عديدة لعلّ أبرزها: التهديد الذي سبق أن أطلقه نصرالله والذي من المفترض أنه دخل حيّز التنفيذ منذ ذلك الوقت، ثانياً وهو الأهم أن جمهوره وقاعدته الشعبيّة لن يرضوا بأقل من رد ينتج عنه سقوط قتلى أو أعداد كبيرة من الجرحى، وليس رد على غرار عملية مستوطنة "أفيفيم" الحدودية والتي ضاعت نتائجها بين التكهنّات والتخمينات من جهة، وبين النفي وضياع الأدلة الملموسة والحسيّة من جهة أخرى.
من الجهة الإسرائيلية يبدو أن المعطيات الداخلية والأجواء المُحيطة بقرار "حزب الله"، قد أُخذت على محمل الجد وهذا ما تؤكده الوقائع الميدانية التي أسفرت عن إرسال الجيش الإسرائيلي تعزيزات عسكرية للقيادة الشمالية بالإضافة إلى رفع حالة التأهب على الحدود وداخل المستعمرات الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد العناصر في مزارع شبعا خلال حالة التأهب. أمّا الأبرز، فكان إلغاء قيادة الجيش الإسرائيلي لأحد أهم المناورات العسكرية التي كان يُفترض إجراؤها خلال اليومين المقبلين بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان.
وبالعودة إلى "حزب الله" والردّ المتوقّع، ترى المصادر نفسها أنّ غياب المواجهات الميدانية المباشرة بين اسرائيل وحزب الله، لا يعني على الإطلاق عدم حصول استهدافات متقطّعة بين الطرفين ولو أن "الحزب" غاب عنها جزئيّاً منذ إنشغاله بالحرب في سوريا. لكن في جميع الأحوال يجدر القول أن "الحزب" لا يملك أي خيار غير الرد حتّى وإن لبنان كلّه الى مسرحٍ للردِّ على الرغم من أن الإستهداف الأخير وقع في الداخل السوري.
وترى المصادر أنّ اسرائيل تمرّ اليوم بأزمةٍ كبيرة مُركَّبة من ثلاثة وجوه، أزمة سياسيّة تحول دون نجاحها في تشكيل حكومة وذلك منذ عام تقريباً، ثم تلك الصحيّة التي تتخبّط بها من جراء إنتشار فيروس كورونا وهي التي ظنّت في البداية أنها ستبقى بمنأى عن الوباء أو أقلّه تتمكّن من السيطرة عليه بين ليلة وضُحاها. أمّا الأزمة الثالثة، فهي أن إسرائيل ومن دون الظهير الغربي (الأميركي والأوروبي)، تبقى مُجردة من قوّتها وغير قادرة على القيام بأيّ تحرّك لوحدها. وهذا الظهير مُنشغل اليوم ويتخبّط بالوباء الذي يجتاحه بشكل غير مسبوق في تاريخه، بالإضافة إلى تلهي رئيسه بالإنتخابات الرئاسية المُقبلة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا