Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
حصان حزب الله الرابح
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
26
شباط
2019
-
0:40
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
عندما حانَ موعد السّباق وكانت الظروف تلزم حزب الله دخول المعترك خاصة مع توفّر عوامل تحدّي تُحتّم عليه أنّ يكون طرفاً، رأى أنّه من الأجدى أن يدخل شريكاً وليس مشاركاً. بهذا المعنى دوزنَ الحزب خياراتهِ ثم لجأ إلى موسوعتهِ لينتقي منها الحصان الجيد. جاء بالحصان، زيّته، حضّره، أدخلهُ المضمار وقال لمنافسيه: «أنا جاهز للتحدّي.. هاتوا أحصنتكم»!
لقد رمى حزب الله على عاتقه حملاً كبيراً ليس فقط حين قبل تحدّي وزارة الصحّة بلّ لأنّه اختارَ فيها شخصاً تقنيّاً بحتاً غير منضوي في الحزب رسميّاً، صاحب نزعة طبيّة غير سياسيّة، إذاً لم يُثبت أنّ خاضَ الوزير الدكتور جميل جبق أي تجارب سياسيّة قبلَ ذلك، عند هذه النقطة يكونُ حزب الله قد طبّق قاعدة «التكنوقراط» في تمثيلهِ الوزاري.
ثمّة من نصحَ حزب الله حين تأكّد لديه أنّ الأخير ماضٍ في توزير شخصيّة غير سياسيّة، أن ربّما هو مخطئ في خياراته، لأنّ الحزب مقبل على مواجهةٍ سياسيّة الطابع عند تولّيه غمار وزارة الخدمات الأولى، حتّى أنّ هذا الفريق كان شديد التلميح إلى التحضيرات الأميركيّة للمواجهة وإنّ واشنطن وضعت تصوّراً كاملاً لإرباك الحزب حين تُعلن مراسيم الحُكومة، وبالتالي يجب على قيادة الحزب أنّ تدرس الموضوع أكثر وأنّ تنتقي رجل مخضرم سياسيّاً ليعرف كيف يواجه ويناور حين يشتد إيزار المعركة.
قيادة حزب الله كان لها رأي آخر. وجدت أنّ إختيار وزير سياسي صرف في وزارة الخدمات الأولى، قد ينتجُ عنه مفعول رجعي، وقد تؤدّي الهجمات السياسيّة عليه إلى الاخلال بواجباته، بحيث أنّ تفرّغه للمعارك السياسيّة بسبب طبيعة تكوينه قد ترتد سلباً على العمل التقني في الوزارة، وبهذا المعنى قد يخرج حزب الله خاسراً من المعركة، في المقابل سيحقّق خصومه مرادهم في النهاية بإظهار عدم جدوى توليّه الوزارة وأنّه فشلَ في تحقيق ما يصبو إليه.
من هُنا، وجد الحزب الترياق المناسب، وزير تقني صرف في وزارة خدماتيّة صرف، يهتم بشؤون وزارته بالمعنى التقني على أن يؤازره جيشٌ من المستشارين المخضرمين في السّياسة وغير السّياسة. هنا يُحكى عن ١٠ مستشارين وأكثر يعاونون الوزير الأكثر استهدافاً في الحُكومة.
بهذا المعنى يُفهم أنّ حزب الله لم يكن يبحث حين اختارَ تنقيح مشاركته الحكوميّة، على شكل التّمثيل للتمثيل فقط، بل كان يبحث عن حقيبة وزاريّة وشخص تقني غير سياسي يمكّنه من الشروع في ورشة الإصلاح التي أعلن تدشينها بعد مرحلة ٦ أيار، أو بشكلٍ أدق، أنّ يختارُ وجهة ملائمة للإنتقالة النوعيّة التي همّ بها على السّاحةِ السياسيّة الداخليّة، من مراقب إلى شريك فاعل.
لم يجد الوزير جبق أفضل من عكّار ليستهل مشواره التطويري في وزارة الصحة بها. اختيار عكّار لم يأتِ من أسباب سياسيّة أو طائفيّة ضيّقة كما يحلو للبعض أن يصوّر، بل من خلفيّات تقنيّة بحته، إذا تعتبر منطقة ذات امتداد جغرافي واسع وثقل سكاني كبير ومصنّفة ضمن المناطق المهمّشة المحرومة، وهذه البيئة بالذات هي الأحب إلى منطق عمل حزب الله.
أكثر من ذلك، تقولُ المعلومات أنّ جبق وقع اختياره على عكّار انطلاقاً من جملة تفاصيل تتّصل بالسقف المتدنّي للخدمة الطبيّة قياساً مع أعداد السكان، إلى جانبِ غياب وجود المستشفيات الحكوميّة واقتصارها على واحدة، واتضاح سبب إضافي أنّ هذه المستشفى هي الوجهة الرئيسية للأهالي.
في المبدأ لم يتعاطَ أهالي عكّار أو الوفود الرسميّة وغير الرسميّة التي شاركت في إستقبالِ وزير الصحّة من منطق سياسي مع الوزير المحسوب على حزب الله، بل من منطقة تقني ومنطق الحاجة إلى الخدمات، وهذا برز في أكثر من محطّة خلال الجولة، بحيث كان واضحاً أنّ الهم الوحيد كان وضع المنطقة على سكّة إهتمام الدّولة لا العكس بصرف النظر عن هويّة الوزير السياسيّة.
ورغم ذلك، ثمّة من لم يخفِ رهانه على دور تطويري قد يطلع به الخصوم وليس الحلفاء. أصحاب هذه النظريّة يعتقدون أنّ استهلال حزب الله لنشاط وزيره من عكّار تحديداً قد يدفع خصومه السّياسيين إلى مزيدٍ من الإهتمام بهذه المنطقة، وبهذا المعنى سيأتي السّباق لصالح أهالي عكّار الذين سيسجلون للحزب أنهُ شد همم الحلفاء ايضاً، وعلى إختلاف الحالات يكون الفضل في ذلك يعود إلى حزب الله.
شعبيّاً كانت رسالة الزيارة لافتة من الوزير ومرجعيته السياسيّة تجاه عكّار التي قبلت الرسالة وردّت بأحسن منها من خلال مشهديات توجيه التحيّات إلى حزب الله وأمينه العام السيّد حسن نصرالله، إلى جانبِ عبارات الإشادة التي سُمِعت في أكثرِ من موقع وأكثر من شخص، التي اعتبرها الوزير انها "مسؤولية أمانة موضوعة على عاتِقه".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا