الحريري "شخص غير مرغوب فيه"

Beirut

28°

Coming
Soon

عبدالله قمح

الاربعاء 01 آب 2018 - 0:00

دمشق تتهيأ لاعلان انتصار سياسي

في بيروت يجري البعض عملية ترتيب اوراق سياسية

وزراء آخرون يتهيؤون لزيارة دمشق في الفترة المقبلة

ينقل زوار دمشق ترحيبها بالزيارات مرفقةً بزيارة رسمية منتظرة

في الوقت ذاته ادرجت سعد الحريري على قائمة غير المرحب بهم

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

تمارس دمشق سياسة المنتصر حتى قبل اعلان انتصارها العسكري الداخلي بشكل رسمي. تعمّم هذا الانتصار المفترض في الداخل والخارج بمعزل عن رأي الآخرين في تحقيقها هذا الانتصار من عدمه. وبمعزل عن رأيهم تمارس دمشق السياسة من فوق. تحضر رسائل سياسية بهدف تقديمها الى المعنيين، وتعمل على حياكة اسلوب تقديم الرسائل، هل تقدم بشريط ناعم ام قاسٍ؟

غالبية المناخات في دمشق والعواصم المحيطة او المعنية بالحدث السوري تقود الى امر واحد، ان مرحلة جديدة في طريقها الى التدشين لتغلق معها مرحلة قاتمة. وبين مرحلة وأخرى نموذج سياسي مختلف على شفير الافتتاح. شريط جديد بكل ما فيه ترتب دمشق اوراقها على اساسه، كذلك تفعل الدول المعنية، لذا يلاحظ ان هذه الدول تنشط في قراءة سياسية موضوعية جديدة لاستنتاج طريقة واسلوب التعاطي الجديد انطلاقاً من الواقع الذي فرض.

في بيروت ايضاً قراءة موضوعية تجريها مجالس سياسية للواقع الجديد الذي نشأ مبدئياً في سوريا. في ذروة اعتقادهم، ان النموذج الجديد المتوقع للنظام في دمشق، اي نسخة 2018-2019 ستكون مختلفة عن نسخة 1976-2011، اي نسخة منقحة بكل ما فيها، ذات تغيرات دستورية ليست هجينة، لذا تكمن القراءة في امكان اطفاء نوع من التبدل على السياسة الدبلوماسية السورية، وتأثيراته في العلاقات الدولية.

ينقل الى مجالس سياسية في لبنان علامات تهيؤ لاحتمال اقدام الرئيس السوري بشار الاسد على اعتلاء منبر خطابي في مجلس الشعب السوري في الفترة القصيرة القادمة ليطلق خطاب مفصلي تصفه بانه خطاب اعلان النشوء، اي الانتقال من مرحلة الى مرحلة، وهذا الاعتقاد تنقله الى المجالس ممثليات دبلوماسية على علاقة وطيدة بالدولة السورية، لذا يسود ظن ان جهات محلية تنشط لترتيب اوراقها ترقباً للتطور القادم.

دمشق على اطلاع وبينة، كما ينقل زوارها، بحيث تقوم بعملية اكتشاف واستعلام عن المواقف التي تصدر في بيروت، في العلن وفي السر، بالتوازي ترصد باهتمام حراك شخصيات سياسية نحو اعادة ترتيب الاوراق، ليس من شيء الا لدخول جنة ونعيم اعادة الاعمار، لكن لدمشق حساباتها، فهي قطعت وعداً أمام المعنيين بهذا القطاع، ان لا دخول الى هذا السوق من جهات صنفت "متآمرة" خلال حقبة الحرب.

في قراراه أنفس بعض السياسيين، كما ينقل عنهم، أن عودة التطبيع الدبلوماسي بين دمشق والعواصم الغربية مسألة وقت، ويبدو بالاستناد الى البيانات الاستعلامية الروسية انه "غير بعيد"، وهي معلومات نقلت ايضاً الى بيروت على لسان معنيين مسؤولين.

لكن ابلغ ما نقل الى بيروت من خلال زوار رئيسيين قدموا من دمشق مؤخراً، ان ترتيب الاوضاع في الفترة القادمة بين لبنان وسوريا لا يحتاج فقط الى إطار رسمي تتولاه حكومتي البلدين، بل شخصيات غير مستفزة تتولى هذه المهمة، ويجب ان يكون على كافة الصعد، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية، اي بمعنى آخر ان دمشق تقول لزوارها اننا "نريد انفتاح بباكيج كامل وليس منتقى على القطعة".

أمر آخر، أن دمشق اسرت لزائر رسمي مؤخراً، أنها تفضّل ان يتولى ملف النازحين في الحكومة وزير "غير استفزازي وصاحب مواقف موزونة"، ويفهم من هذا الكلام ان الوزارة المعنية بهذا الملف ستكون حتماً في يد جهة محسوبة على الحلف مع دمشق، كي تسهل تسوية الملف.

وفي هذه النقطة، يجزم مصدر سياسي مطلع زار دمشق مؤخراً، أن هذا الكلام فتح الباب امام وزراء معنيين لتقديم موعد لزيارة العاصمة السورية، لقاء البحث عن حلول لمشاكل مستعصية تربط البلدين، واللافت ان هؤلاء أسروا لشخصيات صديقة ومعنية، انهم لن ينتظروا تشكيل الحكومة لكي يقوموا بما عليهم من زيارات. وفي قراراه نفس المصدر، اقتناع واضح مستند على كلام الوزراء هؤلاء، ان مسألة تشكيل الحكومة طويلة.

وفي المعلومات، ان وزيري الاشغال يوسف فنيانوس والزراعة غازي زعيتر والاقتصاد رائد خوري سيتناوبون بشكل منفرد على زيارة دمشق لبحث امور تتعلق بوزاراتهم.

وفي ظل الترحيب السوري بهذه الزيارات، ينقل زوار دمشق ان العاصمة السورية تنتظر زيارة لبنانية رفيعة المستوى في المدى المنظور. وحين يسال المصدر عن هوية هذه الزيارة، يكتفي بابتسامة ربما تفضح المقصود. من هو الزائر، هل هو رئيس مجلس النواب نبيه بري ام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري؟" سرعان ما تأتي الاجابة: "الرئيس بري موعده مفتوح، بالعادة لا تتعاطى معه دمشق على اساس الموعد. اما بالنسبة للحريري فان دمشق ابلغت معنيين رسميين انه شخص غير مرغوب فيه".

ويتابع: "دمشق يبدو انها حالياً على غير استعداد لاستقبال الحريري او من على وزنه من الذين خاضوا المغامرة في سوريا، لكن لا أدي اذا تغير القرار بعد حين" متى؟ "حتى تغير السعودية ما في نفسها ربما".

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا