المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 06 حزيران 2018 - 22:30 ليبانون ديبايت

24 ساعة ساخنة بين روسيا وحزب الله

24 ساعة ساخنة بين روسيا وحزب الله

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

كادت 24 ساعة تقريباً أن تخلق شقاقاً مؤذياً على الساحة السوريّة بين روسيا وحزب الله، بسبب انتشار عسكري مفاجئ نفّذته الشرطة العسكريّة الروسيّة على نقاط تقع على الحدود اللبنانيّة – السوريّة.

الانتشار نُفّذَ يوم الاثنين الماضي في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي وامتد حتى تخوم القلمون الغربي. وعلم "ليبانون ديبايت" من مصدر ميداني أن "الانتشار حصل بدون تنسيق مسبق".

وشمل التموضع الروسي 4 نقاط بينها معبر جوسيه الذي يفصل لبنان عن سوريا، وهي:
- بلدة العقربيّة الواقعة على طريق الهرمل - طرطوس
- محطة مياه القصير الواقعة على نهر العاصي
- قرية المصريّة الواقعة على مقربة من منطقة الهرمل اللبنانيّة

الانتشار خلق ارباكاً على صعيد القطعات العسكريّة التابعة لحزب الله وغرفة عملياتها في القطاع بسبب أنه أتى من خارج سياق التفاهمات الموضوعة، بحيث أن منطقة القصير وريفها التي دحر حزب الله المسلّحين المعارضين عنها عام 2013 غير منضوية ضمن مناطق خفض التصعيد التابعة لمركز حميميم الروسي للمصالحة رغم أنه تمّ شملها قبل قرابة العام ضمن نشاط المركز الهادف لإعادة النازحين اليها.

وقد حرص الجانب الروسي على تأمين حماية عالية لجنوده من خلال ظهور انتشار عسكري واضح لفصيل مسلّح تشكّل بدعم روسي قبل نحو عام ويتألف بمعظمه من أبناء عشائر من اللبنانيين القاطنين في سوريا وكذلك السوريين من ابناء القرى الريفيّة، وهذا الفصيل يقوده شخص من عشيرة لبنانيّة بارزة، وقد خاض عناصره القتال إلى جانب القوات الروسيّة ضد تنظيم داعش في تدمر قبل أشهر وسقط له شهداء.

الامر الثاني اللافت أن انتشار قوات الشرطة الروسيّة تم بحضور صريح لجنود الفرقة 11 التابعة للجيش السوري التي تتولّى مهام حفظ الامن في المنطقة، وبإشراف مباشر من قائد الشرطة العسكريّة الروسيّة العاملة في سوريا، ما اعطى تصوراً أن الخطوة الروسيّة منسّقة مع الجانب السوري.

لكن مصادر ميدانيّة اعتبرت أن "تظلّل القوّات الروسيّة خلف الحلفاء ينطوي عن خشية من امكان حدوث مشكل أمني بينها وبين القوات المنتشرة في المنطقة (قاصداً حزب الله) لكونها دخلت القطاع من دون تنسيق".

حزب الله الذي يعتبر المستهدف الابرز من عمليّة الانتشار، لم يتعاطَ مع الخطوة العسكريّة الروسيّة من منطلقات عدائيّة، بلّ حاول استفهام أسبابها سيما وأن النقاط التي انتشرت الشرطة الروسيّة فيها لا تقع ضمن خارطة الحروب لذا لا يمكن لحميميم الحديث هنا عن خطّة لخفض التصعيد على غرار باقي المناطق".

وعلم "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانيّة متابعة، أن "الانتشار تمّ بشكل جزئي عبر عناصر محدودة، وحصل بهدوء دون أي مناوشات".

وكان يتوقّع أن يستكمل هذا الانتشار ليصل إلى منطقة القلمون الغربي المواجهة لجرود عرسال اللبنانيّة، لكن الرفض المبدئي الذي عبّرت عنه القيادة العسكريّة التابعة لحزب الله في سوريا حال دون ذلك، بل وأدى إلى فتح قنوات تواصل في ضوء الاعتراض على تجاوز التفاهمات التي تنظّم العلاقة بين الفرق العسكريّة كافة المتواجدة على الارض.

مصادر متابعة للموضوع قالت إن "حزب الله طالب بتفسير أسباب الانتشار في منطقة تعد قاعدةً له دون تنسيق مسبق معه والاهداف من وراء ذلك، لكن اعتراض الحزب بقي كلامياً وقد جرى تصريفه من خلال فتح قنوات اتصال مباشرة بين الجانبين كانت بمثابة عرض نوايا".

وفي ضوء الانتشار الروسي واعتراض حزب الله "على شكله وتوقيته" برز دخول طرف ثالث فصل بين الجانبين وقاد الاتصالات ومارس ضغوطاً من أجل عودة الامور إلى طبيعتها، وهو ما افضى إلى انسحاب القوات الروسيّة المنتشرة بعد أقل من 24 ساعة على وجودها، أي يوم الثلاثاء الفائت سحباً لفتيل الازمة وكـ"بادرة حسن نيّة حول عدم وجود اهداف مسبقة للانتشار".

ونفت مصادر "ليبانون ديبايت" أن يكون قد جرى التوصّل إلى مقايضة تقوم على انسحاب الشرطة الروسيّة مقابل انسحاب قطعات من حزب الله من مناطق محدّدة، وقالت إن "أي كتيبة من حزب الله لم تنسحب من القصير أو جوارها، بلّ أن الانتشار بقي على ما هو عليه قبل تاريخ 4 حزيران الجاري"، لافتاً أن "جنوداً من الفرقة 11 التابعة للجيش السوري انتشروا في النقاط التي انسحبت منها الشرطة العسكريّة الروسيّة بالتفاهم معها".

وبالرغم من انتهاء الازمة لكن هناك اعتقاد بات راسخاً أن روسيا ستعاود الانتشار في المنطقة، وخطوتها أتت من قبيل جس النبض لتقدير تقبّل وجودها على الشريط اللبناني من عدمه.

ثمّ أن عمليّة الانتشار ارخت عن اسئلة شرعيّة واجب طرحها من أجل استفهام الاسباب التي دفعت القوات الروسيّة للانتشار. لماذا انتقت روسيا منطقة تعد معقلاً لحزب الله وتقع على خط الربط الذي يعتبر طريقاً حيوية له بين لبنان وسوريا؟ وهل من علاقة للانتشار بالتصريحات الروسيّة الاخيرة التي تحدّثت عن ضرورة سحب إيران وحلفائها لقوّاتهم من سوريا؟

أوساط دبلوماسية متابعة تدحض مقولة وقوف نوايا سياسيّة سيئة وراء عمليّة الانتشار مفضلةً حصرها بالشق الانساني الذي تديره حميميم في سوريا وربط ذلك بوجود خِطط من أجل اعادة النازحين السوريين من لبنان، إذ ثمّة خِطط روسيّة موضوعة لهذا الشأن ويُعمل على تنسيقها مع بيروت، ولهذه الخِطط ضرورات تُحتّم وجود قوّات شرطة روسيّة مقابل الحدود اللبنانيّة مع سوريا.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة