أساليب تبناها حزب الله في الضاحية... تحقيق يكشف التحصينات الحوثية | Lebanon Debate | ليبانون ديبايت

المحلية

العربية
الثلاثاء 25 آذار 2025 - 09:43 العربية

أساليب تبناها حزب الله في الضاحية... تحقيق يكشف التحصينات الحوثية

أساليب تبناها حزب الله في الضاحية... تحقيق يكشف التحصينات الحوثية

منذ نشأتها قبل عقدين، لم يتوقف تركيز جماعة الحوثيين عن التحصن في الجبال وتطوير الملاذات والكهوف أسفل الجبال المنيعة.

استثمرت الجماعة في بناء المخابئ والقواعد العسكرية المدفونة تحت الأرض، انطلاقاً من مرتفعات صعدة شمال البلاد، معتمدة على الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة كملاذ طبيعي لأعمال حروب العصابات وقتال الجبال.

كما استفادت من استراتيجية وأسلوب إيران في التخفي الذي تم تعميمه على وكلاء وجماعات "المحور"، وهو التكتيك الذي نهجه الحوثيون في منطقة ضحيان بصعدة، وتبناه "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.

بحسب تحقيق أجرته منصة "ديفانس لاين" اليمنية المستقلة المهتمة بالشأن الأمني والعسكري، تمركزت الجماعة عسكرياً في صعدة والمناطق الجبلية المحيطة بها، حيث وجهت أكبر مجهودها واستثماراتها في تطوير بنى عسكرية منيعة، شارك في تخطيطها قادة من "فيلق القدس" الإيراني، بالإضافة إلى خبراء من "حزب الله" اللبناني، ومن جنسيات أخرى موالية لطهران.

ركّزت الميليشيا الحوثية قدراتها ومنشآتها الرئيسية في سلسلة المرتفعات الجبلية وسط صعدة، الممتدة إلى أطراف الحدود مع السعودية شمالاً، وإلى مناطق الجوف شرقاً، وحجة غرباً، وعمران جنوباً. كما أحاطت مدينة صعدة، التي تعتبر مركزها العملياتي والفكري، بحزام عسكري وأمني محصّن.

تشير مصادر محلية ومصادر استخباراتية مفتوحة بحسب التقرير إلى أن الجماعة قامت على مدار السنوات الماضية بإنشاء عدد كبير من القواعد والمقار العسكرية والمرافق اللوجستية في مختلف مناطق محافظة صعدة وجوارها، وأعادت تأهيل وتطوير بنيتها القديمة، بينما نقلت تقنياتها الحربية المتطورة إلى صعدة والمناطق المجاورة.

مديرية كتاف- البقع، أكبر مديريات محافظة صعدة جغرافياً، التي تقع إلى الغرب من المحافظة، حولتها الميليشيا الحوثية إلى مناطق عسكرية محظورة ومركز لإدارة حروبها وتنفيذ عملياتها داخل وخارج الحدود اليمنية.

ويشير التقرير إلى أن واحداً من أكبر مجمعات القواعد والمنشآت العسكرية الحوثية يقع في المناطق الجبلية الواقعة إلى الجهة الغربية والشمالية الغربية من كتاف، بالقرب من الحدود مع مديرية الصفراء جنوباً وغرباً، وتمتد إلى الحدود مع السعودية شمالاً.

هذه المنطقة الجبلية تحتوي على عدة قواعد ومنشآت عسكرية، تضم منشآت كبيرة تحت الأرض، مع مخابئ وأنفاق ومخازن ومقرات قيادة وسيطرة محصنة.

تم تأمين خطوط الاتصال والربط بينها عبر شبكة واسعة من الطرق التي تم شقها خلال السنوات الأخيرة. كما توضح صور الأقمار الصناعية التي تم توثيقها من قبل "ديفانس لاين"، وجود ثلاث قواعد عسكرية رئيسية على الأقل في المرتفعات الجبلية التابعة لمنطقة آل مقبل، والتي تتصل بمنطقة "العصايد" شمالاً، وتقع إلى الجنوب من الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة صعدة وكتاف- البقع، وترتبط بسلسلة جبلية تمتد إلى أملح آل سالم، ويحدها غرباً مناطق عكوان وكهلان التي يقع فيها معسكر كهلان.

طبيعة التضاريس في المنطقة جعلتها مثالية لاستخدامها عسكرياً، حيث الجبال الوعرة وغير المأهولة بالسكان، مما يجعلها سهلة الإغلاق والتحكم بها عبر نقاط تفتيش ونقاط مراقبة وبوابات رئيسية للدخول والخروج. وفقاً لسكان المنطقة، فإن الحوثيين اتخذوا تلك المنطقة مركزاً عسكرياً ومحظوراً منذ سنوات.

صور الأقمار الصناعية تظهر أن تلك المنطقة تضم مخازن تحت الأرض، مع مرافق لوجستية ومراكز قيادة وسيطرة، كما تحتوي على مخازن للصواريخ الباليستية، ورش تجميع وتصنيع. كانت تستخدم هذه المنشآت لإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وتتمركز فيها مراكز اتصالات رئيسية وأنظمة توجيه وأسلحة وذخائر دفاع جوي ورادارات.

كانت المنشآت الحوثية في المنطقة هدفاً للضربات الجوية الأميركية والبريطانية، حيث استهدفتها قاذفات الشبح الأميركية (B-2 Spirit) في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

تكشف صور الأقمار الصناعية التي حللها فريق منصة "ديفانس لاين" وجود قاعدة عسكرية غرب وادي "العشاش"، مرتبطة بخطوط إمداد وطرق تمتد إلى الطريق الرئيسي والمرافق العسكرية في العصايد شمالاً. تشير الصور إلى أن العمل في هذه المنشأة بدأ في عام 2022، مع وجود أعمال إنشائية تسارعت خلال العام 2024.

الصور تظهر ثلاثة مداخل لأنفاق رئيسية، ترتبط بها أنفاق فرعية على جوانب الطريق الموصلة إلى المخابئ الكبيرة. كما يظهر في الصور استمرارية عمليات الحفر، إضافة إلى تفرعات صغيرة على الطريق تم تعبيدها لاستخدامها في منصات إطلاق متنقلة أو لنشر منظومات دفاعية.

إلى الغرب من المنشأة الأولى، تقع منشأة عسكرية تضم مرافق أكبر، بدأت أعمال البناء في النصف الثاني من عام 2022. تظهر صور الأقمار الصناعية وجود خمسة مخابئ رئيسية على الأقل، مع أكوام كبيرة من الأتربة ومعدات ثقيلة في محيط المنشأة.

المنشأة تقع في منطقة مغلقة تحت مرتفعات متصلة ببعضها، وتتميز بوجود مغارات متفرعة في الوديان، إضافة إلى خط إمداد شمالي يربطها بالطرق الرئيسية والمرافق العسكرية.

إلى الغرب من القاعدة الثانية، تقع منشأة أخرى بدأ العمل فيها مطلع 2020، حيث تسارعت وتيرة العمل في عام 2022.

الصور تظهر مخلفات الحفر في محيط المنشأة، بالإضافة إلى وجود منصات إطلاق متحركة وأسلحة دفاع جوي، علاوة على ثلاثة مخابئ تحت الأرض مرتبطة بخطوط إمداد وشبكة من الأنفاق.

تفيد المعلومات أن الجماعة الحوثية استنفرت جهودها في الأشهر الماضية لتسريع الأعمال الإنشائية في المقار العسكرية في صعدة. تشير المصادر إلى زيادة الانفجارات الناتجة عن أعمال الحفر بشكل شبه يومي. كما وجهت الجماعة معدات حفر ثقيلة إلى مناطق المجمعات العسكرية.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة