"تصفية حسابات" مع البيئة الشيعية!

2025 -

شباط -

"ليبانون ديبايت"

في خضم الأحداث المتسارعة التي شهدها لبنان مؤخرًا، يعبّر الكاتب والمحلّل السياسي إبراهيم بيرم عن قلقه العميق إزاء التطورات التي رافقت قرار منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، ويعتبر أن هذه الأزمة كان من الممكن التعامل معها بطريقة أكثر حكمة ودبلوماسية.

اعلان

وفي حديثه لـ "ليبانون ديبايت"، يرى بيرم أنه "كان يجب إجراء مفاوضات سياسية عبر مستشارين معنيين، بدلاً من التصعيد الذي شهدناه من كلا الطرفين، الحكومة التي أصرت على موقفها تجاه الطيران الإيراني، وحزب الله الذي ردّ بتحرك دعا إليه، فمن وجهة نظري، هناك خطأ من الطرفين كان بالإمكان تلافيه، خاصة في ظل بداية العهد الجديد والحكومة الجديدة، والتي كانت بداية غير موفقة".

ويشير في هذا الإطار، إلى أن البيئة الشيعية السياسية لا تزال تحمل ذاكرة مريرة من تجربة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، تلك التجربة خلّفت خوفًا عميقًا في النفوس، مما يجعل الشيعة السياسية أكثر حذرًا في التعامل مع أي تطورات قد تبدو مشابهة لتلك الحقبة، وبرأيه كان يجب على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تقديم تطمينات للبيئة الشيعية، بأنه "لا نية لتصفية الحسابات، خاصة أن الأحداث التي وقعت على طريق المطار أسفرت عن شرخ كبير في العلاقة بين هذه البيئة والعهد الجديد، وقد أثار ذلك شعورًا لدى الشيعة بأنهم مستهدفون، في وقت يُتّهم فيه البعض بيئتهم بأنها المسؤولة عن كل ما حصل في البلد".

ويعتبر أن "هذه التوترات تعكس محاولات لتصفية الحسابات مع البيئة الشيعية، حيث يطالب البعض بحل حزب الله ومحاكمته"، ومن هنا، يرى بيرم أنه "لا بد من أن يسعى العهد الجديد إلى تقديم إشارات إيجابية لتهدئة النفوس وتقوية الثقة بين مختلف المكونات السياسية في لبنان".

وحول موعد انسحاب العدو الإسرائيلي، يرى بيرم أن "إسرائيل لن تلتزم بالمهلة المحددة غدًا، بل من المرجّح أن تبقى في المواقع الخمس التي حددتها، والتي تتيح لها حرية الحركة والقدرة على تنفيذ عملياتها، وهذا يشير إلى أن الانسحاب الإسرائيلي لن يكون كاملاً ونهائيًا فالإسرائيلي لا ينوي على الخير".

وفيما يتعلق بإحتمال اندلاع حرب جديدة ببن الحزب وإسرائيل، يعتقد بيرم أن "المواجهة الكبرى مع حزب الله مستبعدة في الوقت الراهن، لكنه يعبّر عن قلقه من محاولات إسرائيل المتكررة لخلق توترات جديدة بين الجيش اللبناني وحزب الله، مما قد يؤدي إلى تصعيد داخلي يعزز التناقضات ويؤدي إلى تفجير الأوضاع في لبنان، هذا التركيز الإسرائيلي على خلق صراعات داخلية يعكس، بحسب بيرم، أخطارًا أكبر قد تكون أكثر تعقيدًا من المواجهة المباشرة مع حزب الله".