وقتٍ كان يدّعي فيه أن استقالة نائبه آنذاك، الدكتور أديب النوار، جاءت نتيجة رفضه توقيع مخالفة بناء، تظهر اليوم إلى العلن وثيقة اعتذار رسمية موقعة من رئيس بلدية بعبدا السابق هنري كرملو شخصيًا أمام كاتب العدل، لتسقط روايته وتسدل الستار على مزاعم لطالما رددها في الكواليس.
وكأن مسلسل الأخطاء لم يكفِ، حتى أعاد المشهد السياسي والبلدي في بعبدا التذكير بالمقولة الشهيرة: "من جرّب مجرّب، كان عقله مخرّب"، وهي العبارة التي باتت تُتداول علنًا عند الحديث عن العودة إلى خيارات أثبتت التجربة فشلها.
في موازاة ذلك، أعاد الناشطون البيئيون فتح ملفات العهد السابق، وعلى رأسها كارثة ردم وادي بعبدا، التي تسببت بتشويه بيئي خطير، إضافةً إلى سلسلة طويلة من التجاوزات والمخالفات التي مرّت بلا حسيب ولا رقيب، في ظل غياب أدنى معايير الشفافية والمساءلة.
هنري كرملو، الذي يحاول اليوم أن يعيد تلميع صورته، يتجاهل أن الذاكرة الجماعية لأبناء بعبدا لم تنسَ ما ارتُكب بحق البلدة من مخالفات، وما شهدته من تراجع في الأداء البلدي. والأخطر أن محاولات البعض لإعادة تسويق وجوه الفشل القديمة تأتي في وقت تتطلع فيه بعبدا إلى مرحلة جديدة، قائمة على الكفاءة، والنزاهة، والعمل الفعلي لخدمة الناس، لا على تكرار أخطاء الماضي.
في زمن أصبح فيه الفشل يُقدّم على أنه “خبرة”، يبدو أن المطلوب اليوم من أبناء بعبدا أن يقولوا كلمتهم بوضوح: لا عودة إلى الوراء، ولا مكان لمن جعلوا مصالحهم الخاصة فوق مصلحة البلدة.