"ليبانون ديبايت"
شكّل الالتفاف السنّي الأخير في مجلس النواب لمنع إقرار مشروع “المناصفة في بيروت” محطة سياسية بالغة الدلالة، ليس فقط لجهة إسقاط المشروع، بل لناحية الرسالة العميقة التي أوصلها أبناء الطائفة السنية إلى الداخل والخارج معًا.
للمرة الأولى منذ تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، بدا أن هناك رأيًا سنّيًا موحدًا في القضايا الوطنية الكبرى، قادرًا على فرض نفسه والتأثير في مسار القرارات المصيرية.
الموقف الذي تجلّى في مجلس النواب تجاوز الاعتبارات الشخصية والفئوية، وأكد أن الطائفة السنّية، رغم ما مرت به من تشتت وارتباك، لا تزال تملك إرادة جماعية حين يتعلق الأمر بثوابت أساسية تمس بيروت ودورها وهويتها.
وهذه الرسالة السياسية الكبيرة أعادت التذكير بأن الطائفة، رغم محاولات التهميش والإقصاء، تبقى لاعبًا أساسيًا لا يمكن تجاوزه في المعادلة الوطنية.
قد يكون المشهد الأخير مقدمة لإعادة تنظيم الصفوف واستعادة الدور والموقع، ليس على قاعدة الاصطفاف الطائفي المرفوض، بل على قاعدة التمسك بالدستور والعيش المشترك وحماية خصوصية بيروت كعاصمة لكل اللبنانيين.