"ليبانون ديبايت"
في ظل التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل، يبدو أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يتصدر وحده واجهة الحراك الدبلوماسي، معتمدًا على اتصالاته ومساعيه لاحتواء التوتر ولتثبيت التهدئة.
ورغم أهمية دور رئيس الجمهورية في هذه المرحلة الدقيقة، إلا أن الاقتصار عليه وحده لا يكفي لضمان النجاح، خصوصًا أن الحملة الدبلوماسية تحتاج إلى تنسيق واسع وجهد جماعي.
وفي هذا السياق، يبرز غياب الحكومة، تحديدًا رئيسها نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي، عن المشهد الدبلوماسي الفاعل. فالأزمة الحالية تستوجب أن يكون هناك تحرّك موازٍ من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، عبر اتصالات مباشرة مع الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى التواصل مع القوى الفاعلة إقليميًا ودوليًا.
إن فصل السلطات وتكاملها لا يعني أن يتحرك طرف سياسي واحد بمعزل عن باقي المؤسسات الرسمية، خصوصًا في ملفات ترتبط بالسيادة والأمن الوطني. وفي هذا الظرف الدقيق، يصبح التحرك المنسق والشامل شرطًا أساسيًا لحماية لبنان من الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.