صور الأقمار الاصطناعية تكشف فداحة إنفجار بندر عباس

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، اليوم الإثنين، حجم الدمار الناجم عن الانفجار الذي هزّ قطاع رجائي في ميناء بندر عباس، أحد الموانئ الرئيسية في إيران، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 65 شخصًا وأكثر من 1000 جريح.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الصور جاءت من شركة "بلانيت لابز بي بي سي"، وهي شركة رائدة في توفير صور الأقمار الاصطناعية، في وقت أثارت فيه تقارير إخبارية محلية من الموقع مزيدًا من التساؤلات بشأن سبب الانفجار الذي وقع السبت في قطاع رجائي بميناء بندر عباس.

وبحسب ما تردد من أنباء، فإن الميناء كان يضم مادة كيميائية تُستخدم في إنتاج الوقود الصلب الخاص بالصواريخ الباليستية – وهو ما نفته السلطات، رغم أنها لم توضح مصدر الطاقة الذي تسبب في هذا الدمار.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن انفجار السبت أدى إلى تدمير مبنى بجوار موقع الانفجار، كانت تصطف أمامه حاويات، كما تعرّض مبنى آخر إلى الغرب منه مباشرة لدمار كبير.

ويمكن من خلال الصور رؤية شدة الانفجار، حيث تظهر ما يبدو أنها حفرتان يبلغ عرض كل منهما نحو 50 مترًا (165 قدمًا). كما بدت حاويات قريبة محطمة ومشوّهة نتيجة الانفجار والحريق العنيف الذي تبعه.

وأفادت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أن رئيس دائرة الإطفاء في بندر عباس قال إن 90 بالمئة من الحريق في قطاع رجائي تم إخماده، ولم يتبقَّ سوى 10 بالمئة تعمل فرق الإطفاء على تبريده والتخلص من بقاياه.

وأعلن وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، أن التحقيقات الأولية أظهرت وجود تقصير واضح في حادثة الانفجار، مشيرًا إلى استدعاء عدد من المتسببين بالحادث لمتابعة التحقيقات.

وقال مؤمني، خلال مؤتمر صحافي في بندر عباس: "عملت فرق الإطفاء والإنقاذ طوال اليومين الماضيين في ظروف بالغة الصعوبة للسيطرة على الحريق".

وأوضح أن فرق الإطفاء تمكنت حتى الليلة الماضية من السيطرة على الحريق من أربع جهات، وتم تقسيم المنطقة إلى قطاعات لتسريع عملية الإطفاء.

وأكد أن الحريق أصبح تحت السيطرة، فيما تستمر أعمال التبريد والمعالجة النهائية، متوقعًا تسليم إدارة الموقع إلى السلطات المحلية بدءًا من الليلة أو صباح الغد.

وفي اجتماع مشترك للجنة إدارة الأزمات ومجلس الأمن في محافظة هرمزجان، شدّد مؤمني على ضرورة منع تكرار حوادث مماثلة، موضحًا أن ضعف الالتزام بمعايير السلامة والدفاع المدني كان من الأسباب الرئيسية لوقوع الكارثة.

كما أصدر توجيهات بتسريع التحقيقات لتحديد الأسباب بدقة، بالتعاون بين المحافظة والسلطة القضائية، ومحاسبة جميع المتسببين بالتقصير أو المخالفات.

وأشار إلى ضرورة مراجعة آليات التخزين في الميناء لضمان عدم انتقال الأضرار إلى مواقع أخرى في حال وقوع أي حادث مستقبلي، مؤكدًا أهمية تشديد الرقابة على مدد تخزين البضائع، والتعامل بصرامة مع التصاريح الكاذبة.

وختم مؤمني بالقول: "يجب تسريع عمليات تعويض المتضررين جراء هذا الحادث المؤلم".