كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم أمس الأحد، عن تفاصيل سبقت عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وأبدى "إعجابه" بقدرة نصرالله على التأثير في إيران أكثر من تأثير طهران عليه، واصفًا إياه بـ"الرجل الثاني" في ما يُعرف بالمحور الإيراني بعد المرشد، علي خامنئي، وبـ"محور المحور".
استعرض نتنياهو خلال كلمته في "القمة العالمية للسياسات" في القدس، مسار الحرب في غزة ولبنان، وتحدث عن آلية استهداف البنية الصاروخية لحزب الله قائلاً: "في ست إلى سبع ساعات دمرنا الجزء الأكبر من الأسلحة التي كانت تستخدم ضدنا والتي بناها نصرالله على مدار أكثر من 30 عامًا".
وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً إنه خلال الأسابيع التي نفذت فيها إسرائيل عمليات على مناطق في لبنان، تمكنت من اغتيال العديد من القادة العسكريين لحزب الله، ثم أضاف: "لكن تبقى شخص واحد وهو الذي يدير الحرب بشكل مستقل وجيد جدًا في الحقيقة وكان هذا الشخص هو نصرالله بنفسه".
وتابع نتنياهو قائلاً: "لقد كنا نعرف مكان وجوده وكان السؤال: هل نستهدفه أم لا؟ ولم تكن الإجابة على ذلك بسيطة لأنه كان الرجل الثاني في المحور الإيراني وكان ثاني أكثر القادة الشيعة شعبية في العالم الشيعي وكان الابن المحبوب لخامنئي، لقد عامله مثل ابنه".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "وما يعنيه ذلك: هل ستشعل هذه الخطوة حربًا؟ وهل ستُدخل حزب الله في الحرب؟ هذا كان سؤالًا مشروعًا".
وأردف نتنياهو قائلاً: "لذا عندما ناقشنا الأمر وتلقيت المعلومات... وقد تلقيت تقريرًا استخباراتيًا كبير الحجم حول نصرالله وقرأته... ثم قرأته مجددًا وكان يتكون من 80 صفحة... وقلت يجب أن يرحل".
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً: "لقد كنت معجبًا على وجه التحديد بأنه لم يكن فقط قائدًا مقتدرًا بل بأن علاقته مع إيران كانت مختلفة عما ظننته: لقد تلاعب بإيران أكثر مما تلاعبت به، لقد أثر في إيران أكثر مما أثرت به. وعندما قرأت التقرير توصلت لقناعة أنه محور المحور وإذا قمنا بتحييده سينكسر المحور".
وكشف نتنياهو عن حدوث نقاش حول الأمر في مجلس الحرب الإسرائيلي حول اغتيال نصرالله من عدمه، مشيرًا إلى وجود نقطتين في هذا النقاش، أولهما إبلاغ الأمريكيين، وكشف نتنياهو أنه رفض ذلك، والنقطة الثانية كانت الحاجة إلى التفكير بجدية في تبعات هذه الخطوة نظرًا لقدرات إيران الصاروخية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي وجود حالة من الانقسام داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي لكنه لفت إلى أن الأغلبية كانت تؤيد القيام بالخطوة في حين رفضها البعض، وكشف أنه أبلغ وزير الدفاع ورئيس الأركان في نقاشات منفصلة أنه لن يبلغ الأمريكيين بالخطوة وأن أكثر ما يمكن فعله هو إخبارهم عندما تكون المقاتلات في طريقها لتنفيذ العملية.
وأشار نتنياهو إلى أنه قال لوزير الدفاع ورئيس الأركان إنه "سيُفكر فيما يطرحانه"، ولفت إلى أن ذلك خلق نوعًا "من الارتياح لديهما" لأنه كان سيذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنهما لم يكونا يعلمان بوجود "خط اتصال آمن" على متن الطائرة.
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تلقى معلومات بعد ذلك تفيد بأن نصرالله "سيُغير مكانه" إلى مكان آخر لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، وأشار إلى أنه "نام لبضع ساعات في الطائرة" ثم اتصل من الطائرة بالقادة وأبلغهم بأنه اتخذ القرار بـ"القضاء" على الأمين العام لحزب الله.
وقال نتنياهو إنه عقد اجتماعًا مع مجلس الوزراء من فندق لدى وصوله إلى نيويورك، وتم خلاله اتخاذ القرار باغتيال نصرالله، وكشف أنه ألقى كلمته في الأمم المتحدة ثم أثناء حديثه إلى عدد من الصحفيين الإسرائيليين بعد ذلك جاء سكرتيره العسكري وأعطاه ملاحظة مكتوب عليها "انتهى الأمر".