في تصعيد جديد للتوترات بين إيران وإسرائيل، أعرب وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، عن رفضه الكامل لأي محاولة خارجية للتدخل في السياسة الخارجية لإيران. وقال عراقجي في منشور له على صفحته الشخصية في شبكة "إكس" اليوم الاثنين: "إيران قوية بما يكفي وموثوقة في قدراتها لتفشيل أي محاولات من لاعبين خارجيين خبيثين للتخريب أو فرض إرادتهم في سياستها الخارجية."
Israel’s fantasy that it can dictate what Iran may or may not do is so detached from reality that it hardly merits a response.
— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) April 28, 2025
What is striking, however, is how brazenly Netanyahu is now dictating what President Trump can and cannot do in his diplomacy with Iran.…
وأشار عراقجي إلى ما وصفه بـ "أوهام إسرائيل" التي تعتقد أنها تستطيع فرض إرادتها على إيران بشأن سياستها النووية، مؤكداً أن هذه التصورات بعيدة جداً عن الواقع. وأضاف: "وقاحة نتنياهو في محاولته فرض إرادته على الرئيس ترامب في ما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه إيران جديرة بالاهتمام، لكنها لا تستحق الرد. هو يتخيل أنه يمكنه تحديد ما يمكن أن تفعله إيران أو لا تفعله."
وعن الدور الأمريكي، أكد عراقجي أن بعض حلفاء نتنياهو في إدارة بايدن، التي فشلت في التوصل إلى اتفاق مع إيران، يحاولون تقديم مفاوضات إيران غير المباشرة مع حكومة ترامب على أنها مجرد نسخة أخرى من الاتفاق النووي. وقال: "دعوني أكون صريحاً، إيران قوية بما يكفي لتفشيل أي محاولات خارجية للتدخل في سياستها، ونحن نأمل أن يكون الأمريكيون بنفس الثبات."
وفي إشارة إلى الوضع الداخلي، ذكر وزير الخارجية الإيراني أن الكثير من الإيرانيين لم يعودوا يثقون بأن الاتفاق النووي (برجام) كافٍ، مؤكدين أنهم يبحثون عن منافع ملموسة. وأضاف: "لا شيء من أقوال حلفاء نتنياهو سيغير هذه الحقيقة."
كما اختتم عراقجي تصريحاته بتأكيده على أن إيران لن تقبل بأي خيار عسكري ضدها، مشيراً إلى أنه في حال حدوث أي هجوم، ستكون هناك ردود فعل مشابهة وفورية. وقال: "لا يوجد حل عسكري على الإطلاق، وأي هجوم سيقابل برد حاسم."
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تجري إيران والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بوساطة عمان حول رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران. وفي ذات الوقت، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ممارسة ضغوط مكثفة على المفاوضات، مطالباً بتدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، وهو موقف يراه بعض المراقبين محاولة لفرض إرادة إسرائيل على المفاوضات الدولية.
وكان نتنياهو قد صرح في مؤتمر عقدته "اتحاد أخبار اليهود" في القدس مساء الأحد، أن "الاتفاق الجيد الوحيد" مع إيران هو الاتفاق الذي يدمر جميع بنيتها التحتية النووية، مشبهاً هذا الاتفاق بالاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع الغرب في عام 2003 للتخلي عن برامجها النووية والكيميائية والبيولوجية. وأضاف أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يتضمن تجميد برنامجها الصاروخي الباليستي، قائلاً: "نحن على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة، ولكنني قلت لهم، في أي حال من الأحوال، لن تحصل إيران على سلاح نووي."