بدأ الكرادلة الكاثوليك في الوصول إلى روما اليوم الاثنين، حيث سيعقدون اجتماعًا تمهيديًا لمناقشة إجراءات اختيار البابا الجديد بعد وفاة البابا فرنسيس الاثنين الماضي. ويعد هذا الاجتماع خامس اجتماع عام للكرادلة منذ وفاة البابا، ويتوقع أن يمهد الطريق للمرحلة التالية من عملية اختيار خليفته.
في هذه المرحلة الأولية، لم يُتضح بعد العدد الدقيق للكرادلة الذين سيشاركون في هذا الاجتماع الذي يُعرف بـ"اجتماع ما قبل المجمع المغلق". ومع ذلك، يُتوقع أن يشارك فيه عدد كبير من كبار القادة الكنسيين، الذين توافدوا إلى الفاتيكان للمشاركة في مناقشات تتعلق بالتحضير لاختيار البابا الجديد.
وقد التقى الكرادلة سابقًا قبل أيام قليلة من إقامة مراسم تشييع البابا فرنسيس، التي جرت يوم السبت الماضي، في حدث كانت له طابع عالمي بسبب مكانة البابا الراحل ودوره الكبير في الكنيسة الكاثوليكية على مدار سنوات طويلة.
إلى جانب الاجتماعات التمهيدية، يبقى موعد بدء المجمع المغلق الذي سيجمع الكرادلة في كنيسة سيستين غير محدد بشكل دقيق، لكن يُتوقع أن يكون الخامس من مايو المقبل هو التاريخ الأقرب لهذا الحدث الحاسم. سيكون هذا المجمع هو الخطوة الرئيسية في عملية انتخاب البابا الجديد، والتي يتم خلالها إجراء سلسلة من الاقتراعات التي ستتوج باختيار الكاردينال الذي يحصل على ثلثي الأصوات المطلوبة.
عملية اختيار بابا جديد تمر عبر عدة مراحل، أبرزها الاقتراع الذي يبدأ في أول يوم من المجمع المغلق، حيث يتم إجراء عدة جولات من التصويت. في البداية، يتم إجراء اقتراع واحد، يعقبه أربعة اقتراعات يوميًا حتى يتم اختيار البابا الجديد. بعد حصول أحد الكرادلة على ثلثي الأصوات اللازمة، يتم الإعلان عن النتيجة، وعندها يتم إشعال "الدخان الأبيض" من مدخنة كنيسة سيستين لتأكيد انتخاب البابا الجديد.
تعتبر هذه الطقوس جزءًا من التراث الكاثوليكي الذي يرمز إلى توافق الكرادلة على انتخاب قائد الكنيسة الكاثوليكية، وهو ما يثير اهتمامًا عالميًا، خصوصًا في هذه الفترة التي تشهد تغييرات كبيرة في قيادة الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس.
وفيما يتعلق بالتوقيت، يظل الجدول الزمني للانتخابات البابوية خاضعًا للعديد من العوامل، بما في ذلك الظروف السياسية والدينية الداخلية في الفاتيكان. ومع ذلك، يبرز الخامس من مايو كأقرب موعد يُتوقع أن يبدأ فيه المجمع المغلق، وهو ما يعني أن النقاشات الحاسمة بشأن المستقبل الديني للكنيسة الكاثوليكية ستبدأ قريبًا.
يُشار إلى أن العملية تتم وفقًا لإجراءات دقيقة ومبهمة في بعض الأحيان، حيث يشترط أن يكون القرار حول من سيكون البابا الجديد قرارًا جماعيًا عبر توافق الكرادلة، وهي عملية شديدة السرية والخصوصية، بما في ذلك العزل التام عن الإعلام أثناء المجمع المغلق.
وبمجرد انتخاب البابا، يُشعل الدخان الأبيض من المدخنة التقليدية في كنيسة سيستين، وهو إشارة للعالم بأسره بأن الكنيسة الكاثوليكية قد اختارت قائدها الجديد. هذه الطقوس تعتبر حدثًا مهيبًا تتابعه وسائل الإعلام والمهتمون بالشؤون الدينية حول العالم.
توفي البابا فرنسيس يوم الاثنين الماضي بعد فترة طويلة من القيادة، حيث كان يُعتبر من أبرز الشخصيات في الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث، بسبب إصلاحاته الدينية والاجتماعية، وكذلك مواقفه السياسية التي كانت محل تقدير من البعض، بينما انتقدها آخرون. لقد ترك البابا فرنسيس إرثًا معقدًا، ما يزيد من التحديات التي سيواجهها البابا المقبل في قيادة الكنيسة ومواجهة التحديات الدينية والروحية والمالية التي تعيشها الفاتيكان حاليًا.