أعلن بهزاد أكبري، المدير التنفيذي لشركة الاتصالات التحتية الإيرانية، عن إحباط هجوم سيبراني واسع النطاق ومعقد استهدف البنى التحتية الحيوية للاتصالات في البلاد.
وفي تصريح لمراسل الشؤون الاجتماعية في وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، قال أكبري: "بفضل عناية الله ويقظة وجهود الفرق الأمنية والفنية في شركة الاتصالات التحتية ووزارة الاتصالات، تمكّنا يوم أمس من كشف إحدى أعقد الهجمات السيبرانية التي حاولت استهداف البنية التحتية للاتصالات في إيران، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة للحيلولة دون تحقيق أهدافها التخريبية."
وأضاف أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مصدر الهجوم وطبيعته، مشيرًا إلى أن التنسيق المستمر بين الجهات المعنية مكّن من الحد من الأضرار المحتملة في وقت مبكر.
في حادثة مشابهة لما كشف عنه مؤخرًا، أعلنت السلطات الإيرانية قبل أسابيع عن تعرّض عدد من البنى التحتية الحيوية في البلاد لهجوم سيبراني كبير، نفذته مجموعة قرصنة تُعرف باسم "APT15"، وهي إحدى المجموعات التي يُشتبه بارتباطها بجهات استخباراتية أجنبية.
ووفقًا لبيان صادر عن مركز إدارة الاستراتيجيات الدفاعية "فتا"، فإن الهجوم أسفر عن اختراق أنظمة إلكترونية تابعة لمؤسسات حكومية حساسة، وتمكّن القراصنة من الوصول إلى بيانات مهمة، دون أن يتم الإفصاح عن طبيعتها أو عن حجم الضرر الفعلي الذي تسببت به العملية.
وأشار المركز إلى أن الجهات المختصة اتخذت تدابير فورية لاحتواء الهجوم ومنع تمدده، مؤكدًا أن تحقيقًا موسعًا لا يزال جارياً لتحديد ثغرات الأمان التي تم استغلالها والعمل على معالجتها.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة في ظل تزايد الهجمات السيبرانية على المؤسسات الإيرانية خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت البلاد عدة حوادث مشابهة، من أبرزها الهجوم على محطات الوقود في تشرين الأول 2021، والذي أدى إلى توقف الخدمات مؤقتًا في عدد كبير من المحطات، فضلًا عن الهجوم الإلكتروني الذي طال النظام القضائي الإيراني في كانون الأول من العام نفسه.
وتُعد هذه الهجمات جزءًا من تصعيد الحرب السيبرانية في المنطقة، حيث تعتمد بعض الجهات الأجنبية على أساليب الاختراق الإلكتروني في إطار الصراع الاستخباراتي والتقني.