قال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الأوضاع في غزة تتدهور باستمرار، وتُعد خطيرة للغاية، وهي على أبواب مجاعة حقيقية في مختلف المناطق.
وأضاف أبو حسنة، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن مخزون وكالة الأونروا، وهي المنظمة الأكبر في تزويد السكان في قطاع غزة بالمواد الغذائية، نفد تمامًا، وكذلك الأمر بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي.
وتابع: "أطفال قطاع غزة يتضورون جوعًا، وإسرائيل لا تزال تمنع إدخال المواد الغذائية. هناك عملية تجويع حقيقية لأسباب سياسية، ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع على الإطلاق. أكثر من خمسين يومًا مرّت على منع دخول المساعدات الإنسانية والوقود والدواء والمياه والكهرباء إلى القطاع، في سابقة هي الأولى من نوعها".
وأشار أبو حسنة إلى أن إسرائيل منعت في 7 تشرين الأول دخول المساعدات الإنسانية لمدة أسبوعين، ثم سمحت بإدخالها بصورة جزئية، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى الحاد من المنع كما هو حاصل منذ 2 آذار وحتى اليوم، بالإضافة إلى استمرار الهجمات الضخمة والعنيفة التي يسقط فيها العديد من المدنيين، خاصة الأطفال.
وأوضح أن هناك تراكما هائلًا للنفايات، حيث تنتشر آلاف الأطنان من النفايات في مختلف مناطق قطاع غزة، لا سيما في المخيمات، مما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة، مع انعدام تام للمياه الصالحة للشرب. وقد سجلت زيادة ملحوظة في أمراض التهاب الكبد الوبائي، والسحايا، والأمراض المعوية والصدرية، إلى جانب النقص الحاد بالأدوية، خاصة لدى أصحاب الأمراض المزمنة، بينما يموت الكثير من مرضى السرطان والفشل الكلوي بصمت.
وأكد أبو حسنة أن الأوضاع الصحية تنهار بشكل كبير، مشيرًا إلى أن منظومة الحياة في قطاع غزة تتعرض لانهيار شامل، رغم الجهود الجبارة التي يبذلها موظفو الأونروا في أقسام الصحة وخدمات البيئة، الذين يعملون ليل نهار لإزالة النفايات من مختلف المناطق، وسط صعوبات جمة في الحركة داخل القطاع.
وأشار إلى أن نحو 2.3 مليون نسمة يعيشون في مساحة لا تتجاوز 100 كيلومتر مربع، فيما تقع أكثر من 70% من مناطق قطاع غزة إما تحت أوامر إخلاء، أو في أماكن خطرة يُمنع التحرك فيها.
ووفقًا لوسائل إعلام فلسطينية، لم يتم تسليم أي مساعدات للسكان منذ الثاني من آذار الماضي.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن، أمس الجمعة، عن نفاد كامل مخزوناته الغذائية في قطاع غزة.
وأكد البرنامج في بيان: "لقد استنفد برنامج الأغذية العالمي جميع مخزوناته الغذائية المخصصة للأسر في غزة، واليوم سلّم البرنامج آخر الكميات المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في القطاع، ومن المتوقع أن تنفد هذه الوجبات خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأوضح البرنامج الأممي أن "أي إمدادات إنسانية أو تجارية لم تدخل غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع، فيما تواصل جميع المعابر الحدودية الرئيسية إغلاقها"، مضيفًا أن "أكثر من 116 ألف طن من الغذاء عالقة على الحدود، فيما ينتظر السائقون الحصول على تصاريح لدخول القطاع".
ودعا البرنامج إلى استئناف إدخال المواد الغذائية والإنسانية إلى غزة بشكل فوري لتقديم المساعدة العاجلة للمدنيين.
وفي 18 آذار 2025، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة، بعدما اتهمت حركة "حماس" الفلسطينية برفض الخطة الأميركية لتمديد وقف إطلاق النار الذي انتهى في الأول من آذار الماضي. كما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه في القطاع وأغلقت طرق دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية.