هزّ انفجار ضخم ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس جنوب إيران، اليوم السبت، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 750 آخرين بجروح متفاوتة، في حصيلة مرشّحة للارتفاع، بحسب ما أعلنت السلطات الإيرانية.
وأكد المتحدث باسم إدارة الأزمات الإيرانية، حسين ظفري، أن الانفجار نجم على ما يبدو عن سوء تخزين لمواد كيميائية في عدد من الحاويات داخل الميناء، موضحاً أن هذه المواد كانت شديدة الاشتعال. وأضاف أن التحذيرات من هذا الخطر كانت قد صدرت سابقاً خلال زيارات ميدانية قام بها مسؤولون إلى الميناء.
من جهته، أعلن وزير الداخلية الإيراني، الذي أوفده الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إلى موقع الانفجار، أن الجهود لا تزال جارية لإخماد النيران ومنع امتدادها إلى مرافق أخرى داخل الميناء أو إلى منشآت قريبة.
وشدد الوزير على أن الأولوية الآن هي لاحتواء الكارثة وإنقاذ المصابين، مشيراً إلى أن بعض الحاويات التي انفجرت كانت تحتوي على "مواد خطرة". وقد توقفت كافة الأنشطة داخل الميناء مؤقتاً، في حين تواصل السلطات إخلاء المنطقة من الشاحنات والعمال.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن دوي الانفجار كان قوياً إلى درجة أنه سُمع في جزيرة قشم الواقعة على بعد نحو 26 كيلومتراً جنوب الميناء، فيما أدى إلى تحطيم نوافذ منازل ومبانٍ في دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات حول موقع الحادث.
وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن التقصير في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان أحد العوامل المساهمة في الكارثة، وفقاً لما صرح به مسؤول محلي من إدارة الأزمات.
وأصدر الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان، أمراً فورياً بفتح تحقيق شامل في ملابسات الحادث، مؤكداً أن نتائج التحقيق ستكون علنية وستُحدد المسؤوليات بدقة.
وفي الوقت نفسه، صرّح متحدث باسم الحكومة الإيرانية أن السبب المرجح للانفجار هو المواد الكيميائية، لكنه أشار إلى أن التحقيق لا يزال في بدايته، ولم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية بعد.
يُعد ميناء الشهيد رجائي أحد أهم الموانئ الإيرانية على الإطلاق، ويشكّل مع ميناء بندر عباس العصب البحري الرئيسي للاقتصاد الإيراني. ويقع الميناء في محافظة هرمزكان على الشواطئ الشمالية لمضيق هرمز، ويغطي مساحة تُقدّر بنحو 2400 هكتار.
ويضم الميناء 23 رصيفاً بعمق 15 متراً، ويُعتبر مسؤولاً عن نحو 85% من إجمالي عمليات الشحن والتفريغ في البلاد، مع قدرة استيعابية تصل إلى 70 مليون طن من البضائع سنوياً. ولهذا، فإن الكارثة الحالية قد تؤثر على حركة التجارة البحرية الإيرانية بشكل مباشر.