الدكتور خالد الحاج، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، يرى في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أن "الإنفجار لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي والدولي الراهن، إذ نحن أمام تداخل واضح بين المسار الأمني والمسار التفاوضي، في لحظة بالغة الحساسية، تشهد فيها المحادثات بين طهران وواشنطن تقدمًا ملحوظًا في مسقط".
ويقول: "هذا النوع من الحوادث، خصوصًا في منشآت استراتيجية كمرفأ بندر عباس، ليس معزولًا، بل يحمل أبعادًا سياسية وأمنية، وقد يُفهم كجزء من محاولات مدروسة لإفشال أي تقارب إيراني – أميركي، هناك أطراف عديدة تعتبر أن الوصول إلى تفاهم بين الطرفين يُشكّل تهديدًا مباشرًا لها، وعلى رأسها إسرائيل، التي لطالما تبنّت سياسة "الردع الوقائي" عبر توجيه ضربات أمنية أو تخريبية في عمق الأراضي الإيرانية".
ويلفت الحاج إلى أن "إسرائيل سبق أن استهدفت منشآت نووية واقتصادية ضمن استراتيجية الضغط الميداني، واليوم، فإن استهداف مرفأ بهذا الحجم وفي هذا التوقيت، يُعد رسالة مزدوجة، أولًا إلى إيران، بأن طريق التفاوض محفوف بالتكلفة الأمنية، وثانيًا إلى دول الخليج العربي، لا سيما سلطنة عمان، القريبة جغرافيًا من موقع الانفجار، في تلميح بأن وساطتها ليست بمنأى عن محاولات الإرباك".
وحول تأثير هذا الانفجار على المحادثات، يوضح أن "رغم خطورة التصعيد، من المبكر الحديث عن انهيار المسار التفاوضي، لطالما شهدت هذه العملية هزات مماثلة، إلا أن التطور النوعي في انفجار اليوم، وما قد يستتبعه من سيناريوهات أمنية لاحقة، قد يدفع الأطراف المعنية إلى تسريع الخطوات نحو الاتفاق، لتفادي مزيد من التوتر".
ويختم الجاج بالإشارة إلى بُعد رمزي خطير، يتمثّل في أن "مشهد اليوم يعيد إلى الأذهان إنفجار مرفأ بيروت، معتبرًا أن من الصعب تصنيفه كحادث عرضي أو صدفة، خاصة في ظل تزامنه مع مفاوضات مسقط، فما جرى هو على الأرجح رسالة أمنية موجّهة بعناية، تهدف إلى تقويض الاستقرار الإيراني في لحظة تفاوضية دقيقة".