شارك رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب تيمور جنبلاط، في مؤتمر "التجدد للوطن"، مؤكدًا في كلمة ألقاها خلال المناسبة أهمية المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وضرورة العمل الجاد لتحديد معالم الطريق نحو مستقبل يليق بطموحات اللبنانيين.
وأشار جنبلاط إلى أن النقاش القائم ليس سياسيًا عابرًا، بل يرتكز إلى رسم عناوين العمل المطلوب لترسيخ هوية الدولة وسيادتها وكرامة المواطن وحقوقه الطبيعية، مستشهدًا بكلام المعلم كمال جنبلاط الذي قال: "لبنان وُجد فعلًا ليكون بلد اللامركزية".
وأكد تمسك "الحزب التقدمي الاشتراكي" برؤية واضحة تجاه الدولة، قوامها بناء مؤسسات قادرة وعادلة، وإدارة لا مركزية موسعة فعلية، معتبرًا أن اللامركزية الإدارية ضرورة وطنية ملحّة لتحقيق الإنماء المتوازن وإنهاء التمييز بين المناطق. وقال: "اللامركزية تحرر المواطن من البيروقراطية وتعيد الثقة بينه وبين الدولة عبر تمكين البلديات والمؤسسات المحلية ضمن أطر شفافة خاضعة للمحاسبة".
وشدّد جنبلاط على أن اتفاق الطائف أقرّ مبدأ اللامركزية بوضوح، مطالبًا بتطبيقه دون تأخير أو تحريف، مشيرًا إلى أن اللامركزية لا تعني التقسيم، بل تعزز الوحدة الوطنية عبر ردم الهوّة بين المركز والأطراف.
في المقابل، جدد التأكيد على أن قرار السلم والحرب يجب أن يكون حصريًا بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي جدد دعمه الكامل له، باعتباره الضامن للاستقرار والوحدة والسيادة على كامل الأراضي اللبنانية.
وفي ملف الاحتلال الإسرائيلي، ذكّر جنبلاط بأن استكمال تحرير الأراضي وتطبيق القرار 1701 ووقف الاعتداءات الإسرائيلية تبقى من الأولويات الوطنية.
كما دعا إلى تفعيل مسار تطوير الدولة عبر إنشاء مجلس شيوخ وفق اتفاق الطائف، بما يعزز التوازن ويكرس الشراكة الوطنية ويمنع تغوّل التمثيل، مشددًا على أن لا مركزية فعلية من دون مشاركة الشباب في صناعة مستقبل الدولة.
وختم جنبلاط داعيًا إلى وحدة جميع القوى السياسية والمجتمع المدني والنقابات والمواطنين خلف مشروع إنقاذي حقيقي يبدأ بإصلاح جوهري في الإدارة، ويصل إلى بناء لبنان قوي بوحدته، مزدهر بعدالته، متماسك بشعبه.