وقد وردت شكاوى عديدة من المواطنين عبر "ليبانون ديبايت" تُظهر غياب التنظيم داخل "النافعة"، حيث تتمثل أولى مظاهر الفوضى في وجود السماسرة الذين يتسللون إلى صفوف المواطنين لإنجاز معاملاتهم، إذ يأتي مساعدون يعملون لصالح السماسرة، ويسلمونهم المعاملات واحدة تلو الأخرى ليتم إنجازها بسرعة، في حين يقف المواطنون العاديون بلا أي مساعدة، وعندما يأتي دورهم لتسليم المعاملات للموظف، يكتشفون أن المعاملات قد تراكمت، مما يؤدي إلى تأخير كبير ويجبرهم على الانتظار في الصفوف لساعات طويلة.
هذا العبث لا يقتصر على السمسرة فقط، بل يمتد إلى النقص الفادح في عدد الموظفين، الذي أصبح يشكل أزمة حقيقية، ففي حين يُفترض أن يعمل في قسم المكننة أكثر من موظف، يغيب الكادر بشكل شبه دائم، والأمر الأكثر إشكالية هو أن الموظفين القلائل الموجودين في بعض الأقسام يُطلب منهم التعامل مع أنواع متعددة من المعاملات، من الميكانيك إلى الإنقاض، وهو ما يؤدي إلى خلل كبير في سير العمل ويضاعف من التأخير.
علاوة على ذلك، أصبح غياب التنظيم وانعدام الرقابة سمة أساسية لهذا المرفق، حيث يحاول بعض المواطنين تخطي الصفوف بالقوة، مما يؤدي إلى مشادات كلامية وفوضى عارمة في المكان، وكل ذلك يحدث في غياب تام لأي دور أمني أو رقابي لتنظيم الصفوف أو ضبط الأجواء، فأين دور وزارة الداخلية والبلديات في هذا المشهد؟ وأين الوزير من تنظيم ملف إدارة "النافعة" لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي؟