أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن طهران لا تزال "حذرة" إزاء النوايا الحقيقية للولايات المتحدة في ما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة الجارية بين الجانبين بشأن الملف النووي، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إيران "مستعدة للتوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب".
وأوضحت مهاجراني أن إيران "تشارك بجدية في أي مفاوضات وتبذل كل ما هو ضروري لضمان المصالح الوطنية وتحقيق السلام للأمة"، مشيرة إلى أن أولى المحادثات على مستوى الخبراء لبحث تفاصيل الاتفاق من المقرر أن تنطلق غداً السبت، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وشددت على أن طهران "ترفض أي محاولة لتوسيع نطاق المفاوضات"، مشيرة إلى أن الحوار مع الولايات المتحدة "يقتصر بشكل صارم على القضية النووية". ورفضت مهاجراني أي إدراج لقضايا مثل البرنامج الصاروخي الإيراني أو دعم طهران لجماعات تصفها واشنطن بـ"جماعات المقاومة الإقليمية"، مؤكدة أن تلك المواضيع "خارج إطار التفاوض الحالي".
وتأتي هذه التصريحات عشية انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي تستضيفها العاصمة العُمانية مسقط، في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018.
وكانت الجولة الأولى من هذه المفاوضات قد عقدت في 12 نيسان الجاري بمسقط، وضمّت وفداً إيرانياً برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، وآخر أميركياً برئاسة مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وانتقلت الجولة الثانية لاحقاً إلى روما، قبل أن تعود المحادثات إلى سلطنة عمان مجدداً.
وحذّرت مهاجراني من تأثير "التهديدات العسكرية" التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تضمنت تلويحاً باستخدام القوة إذا لم توقف إيران برنامجها النووي. واعتبرت أن "مثل هذه التهديدات من شأنها أن تؤدي إلى ردود فعل، بينها إخراج مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران، أو نقل مخزون اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة".
وكان ترامب قد صعّد لهجته مؤخراً، ملوحاً باتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران، بمشاركة حليفه الإسرائيلي، في حال عدم التوصل إلى اتفاق، في وقت أكدت فيه إيران مراراً أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، وأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
الـــمــــزيــــــــــد
