يدخل التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت، استراحة قصيرة الاسبوع المقبل، مع وصول الوفد القضائي الفرنسي ليل الاحد الى بيروت والذي يحمل للتحقيق اللبناني تقريرا هو الرابع من نوعه الذي تصدره فرنسا بشأن الانفجار، وصفته مصادر قضائية بانه"تقرير كبير" قد يخدم التحقيق اللبناني ، بعدما سبق ان اجرت السلطات الفرنسية ثلاثة تقارير تتعلق بفحص التربة حيث مكان وقوع الانفجار والاقمار الصناعية وتقرير ثالث فني تحليلي.
ويضع الوفد القضائي الفرنسي على طاولة البيطار ما توصل اليه من معطيات ونتائج حول كيفية حصول الانفجار واصحاب باخرة"روسوس" التي وضعت حمولتها من المواد التي انفجرت في المرفأ واصحاب نيترات الامونيوم الحقيقيين، ليصار الى تبادل المعلومات بين الجانبين اللبناني والفرنسي الذي يحقق بدوره في الانفجار بعد سقوط ضحايا وجرحى في فاجعة الرابع من آب.
وترى المصادر ان التحقيق اللبناني يعوّل اهمية على ما توصل اليه التحقيق الفرنسي، وإنْ كان التحقيق اللبناني هو الاساس والاهم من بين كافة التحقيقات التي تجريها الدول، الى فرنسا، كل من بريطانيا وكندا وغيرها من الدول التي ادى الانفجار الى سقوط ضحايا وجرحى من رعاياها.
الوفد القضائي الفرنسي الذي يضم قاضيين مكلَّفين بالتحقيق في بلادهما، سيجتمع مطلع الاسبوع المقبل مع البيطار الذي سينتقل الى مرحلة جديدة من الاستجوابات ببدء استدعاء قاض من القضاة الاربعة الذين ادعى عليهم في الملف، وسيتم ابلاغهم عبر الرئيس الاول لمحاكم التمييز القاضي سهيل عبود، قبل ان يُنهي مرحلة استجواب السياسيين التي بدأها بالوزير السابق نهاد المشنوق وتبعه اليوم رئيس الحكومة السابق حسان دياب.
وتفسّر مصادر قانونية تريث البيطار في استدعاء النائب غازي زعيتر الى كون مجلس النواب هو في دورة إنعقاد عادية تنتهي منتصف شهر ايار المقبل، ما يتيح للمحقق العدلي بعد هذا التاريخ استدعاءه الى جلسة لاستجوابه عبر ابلاغه في منزله، من دون المرور بالامانة العامة لمجلس النواب.
في المقابل، يُنتظر ان تجتمع الاسبوع المقبل، الهيئة الاتهامية التي شكّلها مجلس القضاء الاعلى برئاسة القاضي الياس عيد، للبت بإستئناف النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات لقرار قاضي التحقيق في دعوى إتهام البيطار بإغتصاب السلطة، القاضي حبيب رزق الله لجهة طلب الاخير من عويدات تصحيح إدعائه، على ان يسلك هذا الملف طريقه بإصدار قرار عن الهيئة الاتهامية يُنهي الجدل القانوني القائم بين النيابة العامة التمييزية من جهة والمحقق العدلي من جهة اخرى بشأن عودة البيطار الى الملف في اواخر كانون الثاني العام 2023 رغم وجود دعاوى رد مرفوعة ضده.
وفي جلسة استجواب دياب اليوم التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة، تركز فيها التحقيق على اسباب إلغاء زيارته لمرفأ بيروت قبل حوالي الشهرين من حصول الانفجار، وما بات معلوما ان دياب علم بموجودات العنبر رقم 12 ومدى خطورتها ، ليصار بعد ذلك الى إعلامه بان المواد هي سماد زراعي وليست متفجرة فألغى الزيارة.
دياب ترك كغيره من المدعى عليهم رهن التحقيق، حيث يتريث البيطار في اتخاذ اي قرارات بحقهم "من اجل سلامة التحقيق"، وفق مصادر مطلعة التي رأت ان"ما يهم في النهاية هو اصدار القرار الاتهامي وملاحقة من تسبب بالتفجير وكيفية حصوله من دون إحداث اي بلبلة قد تعيق المسار القضائي".