كشف الطبيب الخاص للبابا فرنسيس، الدكتور سيرجيو ألفيري، في تصريح صحافي نُشر اليوم، أن بابا الفاتيكان الراحل كان قد اتخذ قراراً حاسماً بعدم الخضوع للتنفس الاصطناعي في حال تدهورت حالته الصحية، وذلك خلال الأسابيع التي سبقت وفاته.
وفي التفاصيل، قال ألفيري، الذي تولّى رعاية البابا خلال فترة مكوثه في مستشفى "جيميلي" في روما، إن فرنسيس كان واضحاً في رفضه لأي محاولة للتنبيب، وهو الإجراء الذي يُستخدم عادةً لإدخال أنبوب في القصبة الهوائية لتمكين المريض من التنفس الصناعي. وأضاف: "خلال إقامته الأخيرة في المستشفى التي استمرت 38 يوماً، أعاد البابا التأكيد على رغبته بعدم اللجوء إلى التنبيب تحت أي ظرف".
ولفت ألفيري إلى أن هذا الموقف ليس بجديد، بل إن البابا كان قد عبّر عنه سابقاً خلال أزمة صحية مرّ بها عام 2021، حين طلب من الفريق الطبي تجنّب اللجوء إلى ما سمّاه "العلاج غير المجدي"، أي التدخلات الطبية التي قد تُطيل الحياة دون تحسين نوعيتها، خصوصاً في حالات الطوارئ الشديدة.
قرار البابا فرنسيس، الذي عُرف بتواضعه ومواقفه الإنسانية الصريحة، يعكس موقفه الأخلاقي والروحي الواضح تجاه نهاية الحياة، وهو أمر سبق أن تناوله في عظات ومواقف عدة خلال حبريته. فقد شدّد في أكثر من مناسبة على أهمية احترام كرامة الإنسان في المراحل الأخيرة من الحياة، ورفض "العبث الطبي" الذي قد يمدّد الألم دون فائدة حقيقية.
يُشار إلى أن البابا فرنسيس كان قد خضع خلال الأعوام الماضية لعدة إجراءات طبية، أبرزها جراحة في القولون عام 2021، كما عانى من مشاكل في الركبة أثّرت على قدرته على الحركة، الأمر الذي تطلّب استخدامه للكرسي المتحرّك في مناسبات عدة.
يُذكر أن قضية "الموت الكريم" وحقوق المرضى في اختيار نوعية الرعاية في المراحل النهائية من حياتهم تُعد من أبرز القضايا الأخلاقية في عالم الطب، وهي محل نقاش دائم بين المؤسسات الطبية والدينية. وقد سعى البابا فرنسيس، خلال فترة حبريته، إلى إيجاد توازن بين الدفاع عن قدسية الحياة والاعتراف بحق الإنسان في إنهاء معاناته بكرامة، ضمن الإطار الذي تسمح به تعاليم الكنيسة الكاثوليكية.
الـــمــــزيــــــــــد
