أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، أنّ "الشهرين الماضيين شكّلا انطلاقة لمسار جديد في لبنان، عنوانه إعادة بناء الدولة، وتحقيق إصلاحات جذرية على المستويات الاقتصادية، المالية، الإدارية والسياسية".
كلام سلام جاء خلال استقباله في السراي الكبير رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة صقر غباش، الذي يزور لبنان على رأس وفد رسمي.
وشدد سلام على "تصميم الحكومة اللبنانية على ردم فجوة الثقة التي نشأت خلال السنوات الماضية بين لبنان والدول العربية الشقيقة"، مشيداً بـ"العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لم تتوانَ يوماً عن الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، سواء عبر استضافة مئات آلاف اللبنانيين أو من خلال المساعدات الإنسانية والاقتصادية التي قدمتها ولا تزال".

اللقاء الذي حضره أيضًا الأمين العام لشؤون الرئاسة في المجلس الوطني الإماراتي طارق المرزوقي، والقائم بأعمال السفارة الإماراتية في بيروت فهد سالم الكعبي، تخلّله تأكيد من الضيف الإماراتي على تقدير بلاده "لما تحقق في لبنان خلال فترة قصيرة"، واعتبار ذلك "محطّ ثقة وتقدير في دولة الإمارات".
وقد نقل الوفد إلى الرئيس سلام تحيات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في خطوة تعكس مستوى الانفتاح السياسي الذي تشهده العلاقات اللبنانية – الإماراتية، بعد سنوات من الفتور بفعل تداعيات الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان.
وفي حديثه عن المسار الإصلاحي، أعرب سلام عن "تفاؤله بإمكانية تحقيق خطوات عملية"، مؤكداً أنّ "الحكومة ماضية في إقرار خطة الإصلاح، وفي مقدمتها قانون رفع السرية المصرفية الذي يشكّل المدخل الأساسي لتحقيق الإصلاح المالي ومكافحة الفساد". كما كشف عن "اقتراب إقرار قانون استقلالية القضاء الذي من شأنه أن يعزز من شفافية الأداء القضائي، ويحمي الاستثمارات، ويحدّ من اقتصاد الكاش، ما يشكل عاملًا جوهريًا في استعادة الثقة الداخلية والخارجية".
وعلى صعيد السيادة والاستقرار، شدد سلام على أنّ "الدولة اللبنانية متمسكة ببسط سلطتها على كامل أراضيها، بما يضمن الأمن ويشكل مدخلًا للتعافي الاقتصادي والاجتماعي"، في موقف يتقاطع مع الدعوات العربية والدولية إلى ضرورة فرض سلطة الدولة وتجنيب لبنان التوترات الإقليمية.

ولم يغفل الرئيس سلام البعد العربي في زيارته، حيث أعرب عن أمله في "عودة المواطنين الإماراتيين إلى زيارة لبنان قريباً"، لافتاً إلى "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في المطار والمناطق السياحية لتعزيز الأمن وسلامة الطيران"، كما أبدى "استعداده للقيام بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات، تعبيراً عن تقدير لبنان لوقوفها إلى جانبه".
وفي موقف لافت حول العلاقة مع دمشق، شدد سلام على "أهمية الحفاظ على استقرار سوريا لما له من انعكاس على دول الجوار"، معتبرًا أنّ "زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى دولة الإمارات تساهم في تعزيز هذا الاستقرار"، وداعيًا إلى "رفع العقوبات عن سوريا، لما في ذلك من أثر إيجابي على لبنان، خصوصاً لجهة تسهيل عودة اللاجئين السوريين، وتفعيل التعاون في ملف النفط والغاز، وخطوط التجارة والترانزيت".
بدوره، أشاد صقر غباش بـ"المواقف الشفافة والواضحة للرئيس سلام"، مثنياً على "تاريخه الحافل، وقدرته على تحمّل المسؤولية في هذه المرحلة المفصلية".
وأشار إلى "سرعة تشكيل الحكومة، وما تضمّه من كفاءات"، وأثنى على "الإجراءات الأمنية التي تم تعزيزها، خصوصاً في المطار"، معتبرًا أن زيارته إلى بيروت "تفتح آفاق العودة إلى لبنان وتعزز مسار الانفتاح".