المعتصمون أطلقوا صرخة مدوّية، عبّروا فيها عن معاناتهم اليومية الناتجة عن التدهور الحاد في رواتبهم التقاعدية، التي باتت لا تتجاوز في معظم الحالات 250 دولاراً شهرياً. هذا المبلغ، كما قال العميد المتقاعد جورج نادر لـ"ليبانون ديبايت"، لا يكفي لتغطية تكاليف التدفئة لشهر واحد في المناطق الجبلية".
ووجّه رسالة مباشرة إلى وزير المالية ياسين جابر وسائر المسؤولين، قائلاً: "هل يقبل أحدكم أن يعيش بهذا الراتب؟ هل تستطيعون الصمود بـ250 دولاراً في هذا البلد؟" مشيراً إلى أن "أعلى رتبة عسكرية اليوم لا تتقاضى أكثر من 15% من قيمة راتبها قبل الأزمة، وكل ما نطالب به هو أن نحصل على 50% من رواتبنا كما كانت قبل الانهيار، على أن تُرفع تدريجياً بنسبة 10% وصولاً إلى استعادة كامل قيمتها".
وتابع بمرارة: "كيف يُعقل أن يتقاضى عامل في القطاع الخاص راتباً لا يقل عن 800 دولار، فيما يُترك العسكري، الذي واجه الموت والبرد والجوع دفاعاً عن الوطن، يصارع اليوم الفقر والمرض والإهمال؟".
وشدّد نادر، على ان "اعتصام اليوم تحذيري وسلمي ولا يهدف إلى التصعيد، بل إلى إيصال صوتهم إلى المعنيين قبل فوات الأوان. وقال: "لسنا مثيري شغب، نحن أصحاب حق. نطالب بحياة كريمة بعدما قدّمنا لهذا الوطن كل ما نملك."
وفي الختام، طلب نادر من رئيس الجمهورية جوزاف عون، كونه كان ضابطاً في الجيش ويعلم جيداً المعاناة التي يواجهها العسكريون، إضافة إلى وزير الدفاع ميشال مسنّى ووزير الداخلية أحمد الحجار، حيث كانا ضابطين في القوات المسلحة وعلى دراية تامة بالمعاناة، أن يكونوا صوتهم في مجلس الوزراء للدفاع عن حقوقهم. مؤكداً أنه في حال لم يتجاوبوا معهم، فإن التصعيد سيكون وارداً جداً.