اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الخميس 24 نيسان 2025 - 08:38 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

تجدد التوتر بين ترامب وزيلينسكي... والقرم تعيد خلط أوراق "السلام المجمد"

تجدد التوتر بين ترامب وزيلينسكي... والقرم تعيد خلط أوراق "السلام المجمد"

تجدّد الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، امس الأربعاء، على خلفية الجهود الأميركية الجديدة لفرض تسوية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل موقف متصلّب من كييف وطرح متقدم من واشنطن يعيد إلى الواجهة ملف شبه جزيرة القرم.


وانتقد ترامب، خلال تصريحات صحافية، رفض زيلينسكي الاعتراف بسيطرة روسيا على القرم، قائلاً إن "تجاهل الواقع يُعقّد مساعي إحلال السلام". وفي السياق ذاته، وجّه نائب الرئيس الأميركي جيه. دي فانس، من الهند، تحذيرًا لأوكرانيا وروسيا، مؤكّدًا أنّ الولايات المتحدة "ستنسحب من العملية الدبلوماسية" ما لم توافق الدولتان على المقترح الأميركي المطروح.


وأوضح فانس أن المقترح الأميركي الجديد يدعو إلى "تجميد الحدود عند مستوى قريب من الوضع الحالي"، ويطمح إلى "تسوية دبلوماسية طويلة الأمد من شأنها أن تفضي إلى سلام دائم"، مضيفًا: "السبيل الوحيد لوقف القتل فعلياً هو أن يُسلّم الطرفان سلاحهما مؤقتًا لتجميد النزاع".


وبحسب مسؤول غربي سابق اطّلع على الوثيقة الأميركية، فإن المقترح يتضمّن أيضًا قبولًا ضمنيًا بضمّ روسيا للقرم، وهو ما أثار غضب كييف التي سارعت إلى إعادة التأكيد على مواقفها الثابتة.


وفي منشور على "إكس"، كتب أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، أن الرئيس الأوكراني شدد خلال زيارته إلى لندن على أن بلاده "ستتمسك خلال المفاوضات بمبادئها الأساسية المرتبطة بسيادتها ووحدة أراضيها".


من جهته، قال زيلينسكي، في خطاب الثلاثاء، إن "أوكرانيا لن تعترف مطلقًا بضم القرم"، مضيفًا: "لا يوجد ما نناقشه هنا. هذا الأمر مخالف لدستورنا".


ورد ترامب على هذا الموقف عبر "تروث سوشيال"، معتبرًا أن تعليق زيلينسكي "مثير للجدل" ويُصعّب الوصول إلى تسوية. وكتب: "شبه جزيرة القرم فُقدت منذ سنوات وليست مسألة مطروحة للنقاش من الأساس. لا أحد يطلب من زيلينسكي الاعتراف بها كأرض روسية، لكن إذا كان يريدها، فلماذا لم يقاتلوا من أجلها قبل 11 عامًا عندما سُلّمت دون إطلاق رصاصة؟".


وجاء ردّ زيلينسكي الأربعاء بإعادة نشر إعلان رسمي صادر عن إدارة ترامب الأولى في العام 2018، حين كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لا يزال في منصبه. الإعلان بعنوان "إعلان بشأن القرم"، يرفض بشكل واضح محاولة روسيا ضم القرم ويؤكد التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا.


وأرفق زيلينسكي المنشور برسالة أكد فيها أن "أوكرانيا ستتصرف دوماً بما يتوافق مع دستورها، ونحن واثقون تماماً من أنّ شركاءنا، وخصوصاً الولايات المتحدة، سيتصرفون بما يتماشى مع قراراتهم المعلنة سابقًا".


ويأتي هذا التصعيد في ظل تحولات كبرى في موقف إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي، إذ يُمارس ضغوطاً متزايدة على كييف للقبول بوقف إطلاق النار وتقديم تنازلات، مع إلغاء أو تخفيف العديد من العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على موسكو بعد عمليتها العسكرية في شباط 2022.


منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في شباط 2022، تبنّت إدارة الرئيس الأسبق جو بايدن سياسة داعمة بقوة لأوكرانيا، شملت مساعدات عسكرية واقتصادية واسعة، فضلاً عن عقوبات صارمة على روسيا. ومع عودة ترامب إلى السلطة، تغيّر المشهد السياسي الأميركي، وبدأت واشنطن تدفع نحو تسوية دبلوماسية تعيد ترتيب الأولويات، وسط انتقادات داخلية ودولية لهذه الاستدارة التي يعتبرها البعض "تنازلاً عن مكتسبات الحلفاء".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة