اقليمي ودولي

العربية
الأربعاء 23 نيسان 2025 - 20:34 العربية
العربية

منذ أكثر من 40 عامًا... الكرسي الرسولي بلا بابا إيطالي

منذ أكثر من 40 عامًا... الكرسي الرسولي بلا بابا إيطالي

مع وفاة البابا فرنسيس، أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من أميركا اللاتينية، تتجه الأنظار مجدداً إلى قلب الفاتيكان، حيث سيجتمع الكرادلة لانتخاب رأس جديد للكنسية الكاثوليكية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل تعود البابوية إلى إيطالي بعد مرور أكثر من أربعة عقود؟ ولماذا كانت غالبية الباباوات من إيطاليا أصلاً؟


كانت روما مركز القيادة الروحية للمسيحيين منذ القرن الأول. فيها توفي القديسان بطرس وبولس وهو ما جعلها لاحقاً عاصمة الكنيسة الكاثوليكية خصوصاً بعد تحوّل الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية ما عزّز من مكانة روما كمركز للسلطة الدينية والسياسية.


تجدر الإشارة إلى أن بابا الفاتيكان لم يكن زعيماً روحياً فحسب إنما أيضاً حاكماً زمنياً لأراض شاسعة في وسط إيطاليا. في القرن الرابع عشر حصل انقسام بين روما وأفينيون في فرنسا وهو ما دفع بالكرادلة الإيطاليين إلى زيادة أعدادهم لحماية البابوية في روما من النفوذ الفرنسي، وقتها. من هنا يتضح لماذا كان هناك 200 بابا إيطالي من أصل 266.


منذ وفاة البابا يوحنا بولس الأول عام 1978، لم يعتلِ الكرسي البابوي أي إيطالي. ومع وفاة البابا فرنسيس، يتجدد الحديث عن أسماء إيطالية قد تعود إلى سدة الفاتيكان ومنها:


الكاردينال ماتيو زوبي (إيطاليا)


وهو رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين، ويتمتع بصورة رعوية قريبة من الناس.


الكاردينال بيترو بارولين (إيطاليا)


وهو أمين سر دولة الفاتيكان، ومخضرم في الدبلوماسية الكنسية، لكن الكفة ليست محسومة، فالبابا فرنسيس ترك إرثاً من التنوع والانفتاح، ويتقدّم أيضاً مرشحون أقوياء من خارج إيطاليا.



الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي (الفلبين)


وهو يتمتع بالكاريزما، ومؤمن بخط الإصلاح. يُلقب بـ"فرنسيس الثاني" واسمه كان مطروحاً منذ رحيل البابا يوحنا بولس الثاني.


الكاردينال جان كلود هوليريش (لوكسمبورغ)


وهو قائد مسار "السينودس العالمي"(وهو ملتقى فكري فاتيكاني يضم نحو 250 أسقفاً ورئيس أساقفة وكاردينالاً من مختلف دول العالم للبحث في مسائل دينية)، و"لاهوتي" ومنفتح.


الكاردينال ويلتون غريغوري (الولايات المتحدة)


وهو أول كاردينال أميركي من أصل أفريقي، وناقد بارز للعنصرية.


الكاردينال كريستوف شونبورن (النمسا)


وهو "لاهوتي" عميق يجمع بين التقاليد والفكر المعاصر.


الكاردينال سيريل فاسيلي (سلوفاكيا)


وهو أصغر المرشحين، ويمثل الجناح الشبابي المتجدد في الكنيسة.



ومن بين الخلفاء المحتملين للبابا فرانسيس، هناك 54 من أصل أوروبي، و24 من آسيا، و22 من أميركا الوسطى، و17 من أفريقيا، و16 من أميركا الشمالية، و4 من أوقيانوسيا.


على الرغم من أن أوروبا تتمتع بتمثيل أكبر في تكوين مجمع الكرادلة، أصبح المجمع أكثر تنوعاً، في شكل متزايد على مدار العقود السابقة. في أوائل القرن العشرين، عيّن الباباوات الإيطاليون معظم الكرادلة من إيطاليا: بنديكتس الخامس عشر، الذي انتخب في العام 1914، وخليفته بيوس الحادي عشر، عيّن كل منهما 50 بالمئة من الكرادلة من إيطاليا، وعيّن بيوس الثاني عشر 28.3 بالمئة، ويوحنا الثالث والعشرون 39.1 بالمئة، وبولس السادس 34.6 بالمئة.


ومع وصول البابا يوحنا بولس الثاني، أول بابا غير إيطالي منذ فترة طويلة، انخفضت هذه النسبة إلى 19.6 بالمئة. وقد حافظ البابا الألماني بنديكتوس السادس عشر على هذا المعدل بنسبة 26.78 بالمئة، وسار البابا فرانسيس في هذا الاتجاه، بنسبة 25.25 بالمئة من الكرادلة الإيطاليين. من بين الكرادلة الـ135 المؤهلين للتصويت في المجمع المقبل، عيّن البابا فرنسيس 108 كاردينال، غالبيتهم لا يعرفون بعضهم، وهو ما سيعيق التوافق بينهم سريعاً على اسم البابا الجديد.


وتحظى أوروبا حالياً بنسبة 39.2 بالمئة من الكرادلة الناخبين ، مقارنة بـ52 بالمئة في العام 2013، وهو ما يُقلّص فرص وصول مرشح إيطالي مجدداً إلى العرش البابوي. ورغم أن نسبة الناخبين الأوروبيين في العام 2013 كانت 52 بالمئة، فشل الإيطاليون في استعادة "السدة البطرسية"، لأنهم دخلوا إلى المجمع منقسمين، وهو ما حدا بـ50 كاردينال، ممن تجاوزوا سن الـ80 إلى التوقيع على عريضة يزكّون فيها ترشيح عميد "مجمع عقيدة الإيمان" الكاردينال الألماني جوزف راتزينغر الذي تم انتخابه وبدّل اسمه إلى بنديكتس السادس عشر.


يجب أن يحصل أي مرشح على ثلثي أصوات الكرادلة الحاضرين في المجمع المغلق (الكونكلاف).


في المجمع الحالي، هناك135 كاردينالاً يحق لهم التصويت (تحت سن الـ80)، أي أن البابا الجديد يحتاج إلى90 صوتاً على الأقل. إن آخر تعديل لعدد الأصوات المطلوبة لانتخاب بابا صدر في العام 2007 عن البابا بنديكتس السادس عشر ويقتضي بموجبه على المرشح أن يحصل على ثلثي الأصوات، حتى ولو حُصر الانتخاب بالمرشحين اللذين نالا أعلى نسبة أصوات. إذا استمر المرشحان في عدم بلوغ الغالبية المطلوبة يمكن أن يُطرح اسم ثالث يُعتبر "مرشح توافقي" أو "بابا مفاجئ" لإيجاد مخرج لحال الانسداد.



شهدت الانتخابات الفاتيكانية بعض المفاجآت ومنها على سبيل المثال:


"كونكلاف" 1903 - الفيتو النمساوي: الكاردينال ماريو رامبولّا كان وقتها المرشح الأوفر حظاً. حصل على العدد الأكبر من الأصوات، لكن الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف تدخّل عبر الكاردينال البولندي بفيتو، فأوقف انتخابه. اضطر الكرادلة إلى الانتقال إلى مرشح آخر، وتم انتخاب البابا بيوس العاشر.


"كونكلاف" 1830-1831: استمر هذا المجمع منعقداً لمدة 50 يوماً. لم يحصل أي مرشح على ثلثي الأصوات رغم حصرها بين اثنين، حتى ظهر اسم ثالث وتم انتخاب البابا غريغوريوس السادس عشر.


لا يمكن حالياً تغيير قانون انتخاب بابا جديد، لأن ذلك يتطلب وجود بابا حي لكي يعدّل القانون. وكان البابا بندكتوس السادس عشر ألغى في العالم 2007 قراراً سابقاً كان يسمح بعد أكثر من 30 جولة، بالانتقال إلى انتخاب بالغالبية البسيطة (50 بالمئة زائد صوت واحد)، مؤكداً العودة الصارمة إلى ضرورة الحصول على ثلثي الأصوات دائماً، هو ما أبقى عليه البابا فرنسيس.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة