وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يسلط الصحافي والمحلل السياسي جورج علم، الضوء على أهمية عودة لبنان إلى محيطه العربي، مؤكدًا أن "عودة لبنان إلى الحضن العربي تعد خطوة أساسية لابتعاده عن المحاور والصراعات الإقليمية المعقدة بين أميركا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وإيران من جهة ثالثة، لبنان عضو مؤسس في الجامعة العربية ولا يزال يلعب دورًا فاعلًا في هذه المؤسسة، لكن ما أقصده هنا هو العودة المعنوية، أي أن معالجة الوضع في لبنان وإعادة بنائه من جديد لا بد أن تمر أولًا بتحرره من المحاور السياسية، سواء تلك المرتبطة بإسرائيل أو بإيران".
ويقول علم: "هذا الموضوع يحمل في طياته العديد من العناوين المهمة، ومن أبرزها حصر السلاح وبدء عملية إعادة الإعمار، التي أعتبرها، من وجهة نظري، التحدي الأكبر في هذه المرحلة، فعملية إعادة الإعمار أهم من ملف السلاح الذي قد يكون حله مرحلة ثانية أو ثالثة، لكن الإعمار هو الأساس، مع ذلك، للأسف، ارتبط ملف الإعمار بشكل غير مباشر بموضوع السلاح، إذ تقول إسرائيل أنه لن يكون هناك إعمار في لبنان طالما أن السلاح موجود، في حين يأتي السفير الإيراني ليقول إن تجريد لبنان من سلاحه هو مؤامرة كبرى، وهذا يظهر بوضوح تمسك إيران بالسلاح، بينما تتمسك إسرائيل بتجريد حزب الله منه، والمشكلة تكمن في أن لبنان، للأسف، واقع تحت تأثير هذين المحورين".
ويشير إلى أن "النقطة الأهم تقتضي أولًا وقف العدوان الإسرائيلي وانسحابه من الأراضي اللبنانية، وبالتالي تحرير ملف السلاح من البعد الإقليمي، ليُعالج على طاولة الحوار، هذا الحوار قائم الآن ويسير بشكل إيجابي، خاصة بين رئيس الجمهورية وحزب الله حول موضوع السلاح، لكن هناك تدخلات خارجية تؤثر وتمنع الوصول إلى تفاهم نهائي بشأن هذه القضية".
وفيما يخص موقف حزب الله، يلفت إلى أن "حزب الله يواجه مشكلة داخلية، فهو مقتنع بضرورة دعم العهد ومسيرته لإعادة إعمار لبنان وتقديم المساعدة للمواطنين الذين تضررت منازلهم ومدنهم جراء الحرب، لكن في ذات الوقت، لا تزال مرجعية الحزب هي إيران، ولا يمكنه اتخاذ قرار بشأن السلاح دون موافقة إيرانية، لكن إذا تم التوصل إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران، فإن لبنان سيكون المستفيد الأول منها، وعندها ستكون عقدة السلاح قد حلت".
الـــمــــزيــــــــــد
