وفي هذا السياق، أكّد العالم البيئي ورئيس الحزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "لبنان دخل بشكل واضح في فلك التغيرات المناخية العالمية، مما يعني أن تأثيراتها ستكون مباشرة وملموسة على الأرض، والخطر الأكبر يكمن في دخول الحشرات الاستوائية إلى لبنان، وهو ما يشير إلى تغيرات مناخية خطيرة، منها ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي فإن موجة الحر هذه ستؤثر بشكل سلبي جدًا وقد تؤدي إلى جفاف حاد في الغابات مما يزيد من احتمال اندلاع الحرائق".
وحذّر من أن "الكارثة تكمن في أننا حتى الآن لا نمتلك الاستعداد الكافي للتعامل مع هذه الظاهرة، ولا توجد خطط واضحة لمواجهتها، ومن المقلق أيضًا أن الجفاف الذي نعاني منه الآن شبه تام، في وقت كان من المفترض أن نشهد فيه أمطارًا كافية لترطيب الغابات، بدلاً من ذلك، تسجل المتساقطات هذا العام نحو ثلث المعدل المطلوب، هذه الظروف تجعلنا أمام خطر حقيقي من اندلاع الحرائق في أي وقت، خصوصًا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي تدابير لحماية الغابات من الحرائق، الوضع بالفعل مقلق، وكل غابات لبنان مهددة".
ودعا كامل إلى "أخذ الحيطة والحذر بشكل فوري، من خلال تدخل علماء البيئة بالتعاون مع الدولة اللبنانية، الدفاع المدني، وزارة البيئة، ووزارة الزراعة لوضع خطة جاهزة للتعامل مع هذه الحالة البيئية والمناخية الجديدة التي تضرب لبنان".
وشدّد على أنه "يجب أن يكون هناك جهد علمي منظم، ومع العلم أننا نمتلك الاستراتيجية اللازمة، وهي استراتيجية لحماية البيئة في لبنان، ونحن مستعدون لتقديمها مجانًا إلى الدولة اللبنانية إذا رغبت في ذلك، كما أنه لدينا أمل في أن يشهد العهد الحالي تعاونًا حقيقيًا في هذا الصدد، ولكن للأسف، حتى الآن لم نتمكن من فتح القنوات المطلوبة".