اقليمي ودولي

عربي21
الثلاثاء 22 نيسان 2025 - 09:31 عربي21
عربي21

مفاوضات واشنطن وطهران تُجمّد ضربة تل أبيب المحتملة

مفاوضات واشنطن وطهران تُجمّد ضربة تل أبيب المحتملة

تتزايد التقديرات الإسرائيلية بأنّ الاتفاق النووي الأميركي – الإيراني بات أقرب من أي وقت مضى، والآن بالذات، تحتاج "إسرائيل"، التي تظلّ أيديها مقيّدة فيما يتعلق بالنشاط في إيران حتى نهاية العملية، للحفاظ على التنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو منع إيران من امتلاك القدرة النووية.


وأكد الجنرال تسفيكا حايموفيتش، قائد مديرية الدفاع الجوي السابق، أن "هذا هو الوقت المناسب لوضع كل الخلاف والانقسام داخل الإسرائيليين خارج السياج العسكري، لأنّ المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران التي بدأتها الولايات المتحدة خطوة متوقعة في ضوء تصريحات ترامب حتى قبل عودته للبيت الأبيض في كانون الثاني، وقدم فيها نفسه كرئيس سلام".


وأضاف حايموفيتش، في مقال نشره موقع "واللا" العبري، أن المفاوضات مع إيران سبقتها عملية مماثلة فيما يتصل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستستمر مع الحرب في غزة، قائلاً: "حتى لا نتفاجأ عندما تأتي، وفي نهاية العملية مع إيران، لا ينبغي لإسرائيل أن تبقى عند نفس النقطة، وسيتعين على إيران أن تكون خالية من القدرات النووية التي تهددها".


وأشار إلى أنه "بغض النظر عن طبيعة الاتفاق المرتقب الأميركي – الإيراني، فسوف يتعين تحسينه مقارنة بالاتفاق السابق، والالتزام بنقل اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة خاضعة للإشراف، ووقف مشروع الصواريخ، وما يُسمى بمجموعة الأسلحة، والسيطرة والإشراف الحقيقي على منشآتها، وتحرك عسكري ركّزته الولايات المتحدة على مسافة قريبة منها، إلى جانب إظهار الجدية ضد الحوثيين، وكلّها أسواط وضعتها واشنطن على طاولة المفاوضات، وهو تهديد موثوق وقوي".


وأكد أنّه "سواء استمرت العملية ستة أسابيع أو أكثر، فإيران تريد شراء الوقت، والولايات المتحدة تريد الوفاء بالموعد النهائي الذي حدّده ترامب، فستكون مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات، وتقارب وأزمات مفتعلة، وتهديدات وتسريبات، وربما تؤدي حتى لتفعيل إيران المتحكَّم به لوكلائها في المنطقة، وليس الحوثيين فقط، هذا هو السوط الإيراني، ولهذا يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة وجاهزة".


وأوضح أن "الإعلان الإسرائيلي خلال الأيام الماضية عن نوايا مهاجمة المنشآت النووية، التي أوقفها ترامب، مثال واضح على التهديدات والتسريبات خلال المفاوضات، وهذه المرة يبدو أن التقرير المسرّب يخدم فعلياً المصلحة الأميركية في المفاوضات مع إيران".


وأضاف أن "الأكيد أنه خلال المفاوضات ستُمنع إسرائيل من أي هجوم أو تحرك ضد إيران، ويجب عليها تجنّب التصريحات التي لا معنى لها، مثل 'نموذج ليبيا'، الذي سارع المبعوث ستيف ويتكوف لتوضيح أنه غير مطروح على الطاولة، والتركيز على جهودها مع الولايات المتحدة، والتأكد من الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية، وتعزيز التنسيق والاتصال معها فيما يتعلق بالنشاط العسكري، سواء التدريبات أو المساعدة غير المباشرة للعدوان على اليمن، والحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، وتحسينها باستمرار، الدفاعية والهجومية".


وأوضح أن "المفاوضات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع إيران ليست منفصلة عن العمليات الإقليمية الأخرى التي تؤثر عليها بشكل مباشر، وسأذكر بعضها فقط: التطبيع مع السعودية حيث ستكون زيارة ترامب الشهر المقبل ذات أهمية كبيرة، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا، وما إذا كانت تركيا ستستغل ذلك لتعميق تغلغلها فيها، ونزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة".


وأضاف أن "العمليات الداخلية في إسرائيل سيكون لها تأثير بعيد المدى، وهذا ليس الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدرات الجيش الإسرائيلي أو أي من الأجهزة الأمنية الأخرى، ما يستدعي وضع كل الخلافات والانقسامات خارج السياج العسكري، وإلا فإنّ إسرائيل سوف تضيع فرصة تاريخية بسبب الصراعات الداخلية بين أقطابها، لأنها تواجه عدداً من عمليات التغيير الاستراتيجي التي تحمل إمكانات كبيرة لإحداث تغيير كبير في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة