اتّهم السفير السوري في موسكو بشار الجعفري، السلطات السورية بمصادرة ممتلكاته العقارية الخاصة داخل البلاد، واصفاً الخطوة بأنها "انتقام سياسي سافر" من مسؤول دبلوماسي ما يزال على رأس عمله الرسمي. وفي بيان نشره، قال الجعفري إن "عناصر تابعة لأمن سلطات دمشق الحالية" أقدمت على مصادرة منزلين يملكهما في منطقتي "قرى الشام" و"ضاحية قدسيا"، مشيراً إلى أن تلك الممتلكات تم تملّكها "بطرق نظامية منذ أكثر من عقدين"، واصفاً ما حدث بأنه "تجريد غير مبرر لمواطن سوري من أبسط حقوقه الدستورية والشرعية".
وأضاف الجعفري أن الاستيلاء على الملكيات الخاصة "يمثل انتهاكاً خطيراً لمبدأ قدسية الملكية الفردية الذي كفلته الدساتير الوطنية للدول المتحضرة، كما نصّت عليه الشرائع السماوية والشرعية الدولية لحقوق الإنسان". وأشار إلى أن هذه الحادثة لا يمكن فصلها عمّا يُنقل من مشاهد مماثلة في الساحل السوري وسهل الغاب وريف حماة الغربي، حيث تتعرض ممتلكات المواطنين للمصادرة والسطو بذريعة تغيّر الظروف أو الانتماءات السياسية. وأضاف: "تغيّر السلطات أو السياقات السياسية لا يمنح أي جهة الحق في نزع الملكية عن أصحابها بسبب موقف أو رأي سياسي".
الجعفري، الذي عُرف خلال السنوات الماضية بدفاعه المستميت عن مواقف النظام السوري في المحافل الدولية، شدّد على أن المصطلحات التي كان يستخدمها في الأمم المتحدة لم تكن اجتهادًا شخصيًا، بل التزامًا بالمفردات الواردة في قرارات الشرعية الدولية، على حد تعبيره. وأضاف: "مثّلت الدولة السورية في أعلى المحافل، ولم أكن أعمل لحساب شخصي".
ورغم خطورة الاتهامات، لم يصدر أي رد رسمي من الحكومة السورية حتى اللحظة، ما يعزز التساؤلات حول خلفيات القرار وتوقيته. وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد أصدر في 8 نيسان قرارًا بنقل الجعفري، إلى جانب السفير السوري في السعودية محمد أيمن سوسان، إلى الإدارة المركزية في دمشق. وبعدها بأيام، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر لم تُسمّه أن الجعفري طلب اللجوء لدى السلطات الروسية، إلا أنه عاد ونفى هذه المعلومات في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي".
يُذكر أن الجعفري عُيّن سفيرًا في موسكو من قبل رئيس النظام السابق بشار الأسد في تشرين الأول 2022، بعد سنوات طويلة من تمثيله الدائم لسوريا في الأمم المتحدة، ثم تسلّمه منصب نائب وزير الخارجية. واشتهر الجعفري بمواقفه المتشددة ودفاعه عن سياسات النظام السوري، ما جعله عرضة لانتقادات واسعة من المعارضة السورية التي طالبت بعزله ومحاسبته فور سقوط النظام.