أعلن الكاردينال كيفن فاريل، رئيس أساقفة الفاتيكان (الكاميرلينغو)، صباح اليوم (الاثنين)، وفاة البابا فرنسيس رسميًا عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع مضاعفات صحية شملت الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي، ليدخل الفاتيكان مرحلة انتقالية دقيقة تمهّد لاختيار خليفة جديد للحبر الأعظم الراحل.
ويُعد الكاميرلينغو الشخصية الفاتيكانية الأبرز خلال "الفترة الشاغرة"، وهي المرحلة الممتدة من لحظة وفاة البابا وحتى انتخاب بابا جديد. وتقتصر صلاحياته على إدارة الشؤون اليومية للكرسي الرسولي دون اتخاذ قرارات عقائدية.
ويُشرف فاريل على طقوس تقليدية هامة خلال هذه الفترة، أبرزها إغلاق الشقة البابوية، وتدمير خاتم الصياد الخاص بالبابا، إلى جانب تنظيم المجمع المغلق (الكونكلاف) الذي يُنتخب خلاله البابا الجديد.
وُلد كيفن فاريل في 2 (أيلول 1947 في دبلن – آيرلندا، وتدرّج في السلك الكنسي ليشغل مناصب رفيعة داخل الفاتيكان. تلقى علومه الفلسفية واللاهوتية في جامعات كاثوليكية عريقة في إسبانيا وروما، كما نال ماجستيرًا في إدارة الأعمال من جامعة نوتردام الأميركية، التي منحته أيضًا دكتوراه فخرية في القانون عام 2017.
رُسّم كاهنًا عام 1978، وانتقل إلى الولايات المتحدة عام 1984 حيث تولى مناصب إدارية ومالية بارزة، قبل أن يُعيّن أسقفًا مساعدًا لواشنطن عام 2002، ثم أسقفًا لدالاس في 2007. وفي عام 2016، عيّنه البابا فرنسيس رئيسًا لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة، وتولى تنظيم أحداث كبرى مثل اللقاء العالمي للعائلات ويوم الشباب العالمي.
في شباط 2019، عُيّن رسميًا كاميرلينغو الكنيسة الرومانية.
على الرغم من مكانته البارزة، أثارت بعض مواقف فاريل جدلاً داخل الكنيسة وخارجها. ففي 2018، منع الرئيسة الآيرلندية السابقة ماري ماكاليس، المؤيدة لزواج المثليين، من التحدث في مؤتمر كنسي، كما دافع لاحقًا عن رفض الفاتيكان مباركة اتحادات المثليين، مؤكدًا أن البركة الكهنوتية لا تُمنح إلا لزواج تقليدي بين رجل وامرأة.
كما وُجهت إليه اتهامات بمعرفته المسبقة باتهامات الاعتداء الجنسي التي طالت الكاردينال السابق ثيودور مكاريك، الذي عمل معه في واشنطن. لكنه نفى علمه بأي سلوك مسيء، فيما تم طرد مكاريك من الفاتيكان عام 2019 في سابقة تاريخية.